كشف مسؤول محلي في محافظة البصرة، جنوب العراق، عن تمدد "اللسان الملحي"، في شط العرب باتجاه مركز المدينة، مما ينذر بكارثة بيئية.
ودعا المسؤول بغداد إلى مفاتحة الجانب الإيراني لفتح نهر الكارون والتفاهم بشأن الحصص المائية.
وقال أحمد هلال، مدير ناحية السيبة في محافظة البصرة، لـ"العين الإخبارية"، إن "مياه شط العرب تسجل ارتفاعاً في نسب الأملاح وصلت مؤخراً إلى أكثر من 14 ألف TDS في ناحية السيبة، والذي يمتد الى قضاء أبو الخصيب".
وكان مستشار وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، كشف في وقت سابق لـ"العين الإخبارية"، عن خطورة الموقف في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد عقب قيام إيران بقطع امدادات عدد من الأنهار بينها الكرخا وسيروان والكارون.
وارجأت طهران جلسة تفاهم مع بغداد، تحت ذريعة الانشغال في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، كان من المفترض يناقش خلالها تنظيم الحصص المائية على ضوء التداعيات الأخيرة.
وهدد وزير الموارد المائية العراقي، الأسبوع الماضي، بالتحرك نحو مجلس الأمن والأمم المتحدة، إذا ما استمرت إيران بقطع الأنهار الدخلة إلى العراق عبر أراضيها.
وأكد هلال أن "الإطلاقات المائية الحالية لا تفي بالغرض ويجب رفعها إلى 100 متر مكعب بالثانية"، مشيرا إلى أنه "في حال عدم المعالجة من قبل وزارة الموارد المائية وارتفاع نسبة الملوحة في القناة والتي تعتبر المصدر الوحيد للمياه الصالحة للاستهلاك البشري قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد الإنسان والنبات والحيوان كما حصل في عام 2018".
وحذر هلال من "تمدد اللسان الملحي إلى مركز المدينة في حال عدم زيادة الاطلاقات المائية من ناظم قلعة صالح عند محافظة ميسان".
وطالب مدير ناحية السيبة، الحكومة المحلية في البصرة بـ"الضغط على وزارة الموارد المائية لإعطاء المحافظة حصتها من المياه وعدم التجاوز عليها".
وأشار هلال إلى أن "هناك حصصا مهدرة من المياه تتراوح بين 10 أمتار و15 مترا مكعبا داخل أراضي محافظات ميسان خلف ناظم قلعة صالح بسبب التجاوزات على حصة محافظة البصرة من قبل المزارعين ومشاريع أخرى".
ودعا المسؤول المحلي حكومة بغداد إلى "مفاتحة الجانب الإيراني وتبيان خطورة الموقف جراء قطع مياه نهر الكارون عن تغذية القنوات المائية داخل الأراضي العراقية".
وشهدت محافظة البصرة، عام 2018، أزمة قاتمة في توفر مياه الشرب الصالحة وتضرر جزء كبير من الثروة الحيوانية والزراعية، عقب الصعود اللساني الملحي في شط العرب، مما تسبب بنزوح مئات الأسر من البلدات ولمناطق الواقعة جنوب محافظة البصرة.