كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن أحدث تقييمات دوائر الاستخبارات الأميركية، تحذر من تقدم حركة طالبان في أفغانستان "بوتيرة متسارعة"، وتدهور الوضع الأمني في البلاد.
ونقلت الشبكة الأميركية عن عدة مصادر مطلعة، إن تقييمات الاستخبارات الأميركية ترسم صورة قاتمة بشكل متزايد لتقدم طالبان المتسارع عبر أفغانستان، والتهديد المحتمل الذي تشكله على العاصمة كابول، محذرة من أن الحركة المتشددة قد تسيطر قريباً على جزء كبير من البلاد في أعقاب انسحاب القوات الأميركية.
وقال مصدر في الكونغرس مطلع على معلومات الاستخبارات، إن تقدم طالبان "يتزايد بوتيرة متسارعة"، مكرراً مخاوف أثارها مسؤولون آخرون، أقروا بأن الوضع الأمني يتدهور بسرعة أكبر مما أشارت إليه تقييمات سابقة.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن مصادر عدة مطلعة على آخر التقييمات، ترى أن كابول تواجه تهديداً متزايداً؛ لا سيما الأطراف الخارجية للمقاطعة، لكنها قالت إن العاصمة ليست معرضة لخطر وشيك للاستيلاء عليها وستكون "محطة أخيرة" للحركة التي من المرجح أن تستهدف مراكز سكانية كبيرة قبل التقدم نحو العاصمة، وهو ما يُعزى جزئياً إلى التهديد بضربات جوية أميركية، وحجم قوة طالبان.
طالبان "تُحكم قبضتها"
الشبكة الأميركية كشفت أن ثمة مؤشرات واضحة على أن طالبان تحكم قبضتها على البلاد مع استكمال الولايات المتحدة انسحابها من تلك البلاد بعد ما يقرب من عقدين من الحرب.
وفي الوقت الراهن، تعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية بأن حركة طالبان يمكن أن تخنق بشكل فعال إمدادات الحكومة الأفغانية من الواردات إذا اختارت (الحركة) القيام بذلك، ومن المحتمل أن تحاصر جزءاً كبيراً من البلاد في المستقبل القريب، حسبما قال مصدر مطلع لـ"سي إن إن".
علاوة على ذلك، تقول المصادر إن مقاتلي طالبان يمكن أن يتحركوا في العاصمة بمجرد أن يكونوا واثقين من نجاح النتيجة. وأحد المخاوف هو أن طالبان ربما يكون لديها قريباً القدرة على محاصرة كابول، ما يجبر القوات الأفغانية على القتال أو الاستسلام.
المصدر المطلع على التقييمات أضاف قائلاً: "قد لا يضطر مقاتلو طالبان حتى إلى المخاطرة بإقامة مواقع قتالية حول كابول، فقد يحتاجون فقط إلى التحرك، عندما يكونون أقرب إلى التفكير في أن النصر مضمون". في المقابل، يحذر آخرون من أن الحركة غير قادرة حالياً على السيطرة على كابول عسكرياً.
سيناريو سقوط سايغون
وبحسب شبكة "سي إن إن" يشكل الإلحاح المتزايد حول استيلاء طالبان المحتمل على السلطة تحدياً للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي حذّر منتقدوه من أن الولايات المتحدة قد تواجه تكرار سيناريو "سقوط سايغون"، عاصمة فيتنام الجنوبية.
وفي عام 1975، سقطت عاصمة فيتنام الجنوبية في يد قوات فيتنام الشمالية الشيوعية، بعد خروج قوات الولايات المتحدة منها وإجلاء رعاياها ومسؤولي الحكومة الموالين لواشنطن بالمروحيات، وترك السكان لمواجهة مصيرهم المحتوم.
وإذا تعرضت العاصمة الأفغانية لتهديد فوري، فستواجه الولايات المتحدة قراراً صعباً بشأن موعد وكيفية إجلاء الجنود الأميركيين الذين ما زالوا متمركزين هناك. ومع وجود خطط وموارد للإخلاء، يتعين على المسؤولين الأميركيين الآن الاختيار بين انسحاب منظم أو شيء متسرع وغير مستقر.
في حين تتباين التقييمات المتعلقة بتوقيت جهود طالبان، أوضح مسؤولون أميركيون أنه يُعتقد على نطاق واسع أن الجماعة تعتزم ترسيخ نفسها كقوة حاكمة رئيسية في البلاد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، للصحافيين هذا الأسبوع "من الواضح مما يفعلونه أن لديهم مخططات حكم على نطاق وطني بالتأكيد. ومن الواضح مما يفعلونه أنهم يعتقدون أن هناك حلاً عسكرياً لنهاية هذا الصراع".
بولتون: "لم نخسر الحرب"
من جانبه، أصر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، الجمعة، على أن الولايات المتحدة لم تخسر الحرب في أفغانستان، بينما انتقد أمر الرئيس جو بايدن بالانسحاب العسكري الكامل من البلاد.
بولتون، الذي شغل منصب مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش إبان الغزو العسكري الأميركي الأولي لأفغانستان في أكتوبر 2001، قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن القوات المسلحة الأميركية لم تخسر الصراع الذي دام عقدين، ولكنها ببساطة "ابتعدت عنه".
وأضاف بولتون: "لم نُهزم. ينبغي أن تُهزم لتخسر الحرب. لقد استسلمنا لأن صبرنا نفد. هذا تعقيب مؤسف بشأن الإدارة الحالية، لكنه ليس هزيمة للولايات المتحدة".
وتوقع بولتون، أنه في حال نجاح طالبان في الإطاحة بالحكومة الأفغانية، فإن "يد المتطرفين في باكستان ستتعزز، ويزداد خطر استيلاء طالبان الباكستانية على الحكومة بشكل كبير".
وحذر بولتون من أن الحكومة التي تديرها طالبان في باكستان "ستسيطر على عشرات أو عشرات الأسلحة النووية"، مضيفاً أن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان سيحبط أيضاً الجهود الأميركية لمراقبة "ما تنوي إيران فعله".
ومضى قائلاً: "كان هذا موقعاً استراتيجياً مركزياً للولايات المتحدة. نحن نتنازل عنه. ولا نحصل على شيء في المقابل".
توقعات بانهيار سريع
وكانت تقارير صحافية كشفت تفاصيل تقييم استخباراتي أميركي، خلص إلى أن حكومة أفغانستان قد تنهار في غضون 6 أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.
ويفيد التقييم بأن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقطان بعد 6 إلى 12 شهراً من مغادرة القوات الأميركية، فيما يرى مسؤولون غربيون آخرون أن الانهيار قد يأتي بعد 3 أشهر فقط.
وأنهى الجيش الأميركي في الثاني من يوليو الجاري، تواجده في قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان، التي كانت تعد مركزاً رئيسياً في حربه للإطاحة بحركة "طالبان" ومطاردة تنظيم "القاعدة".
ونقلت الشبكة الأميركية عن عدة مصادر مطلعة، إن تقييمات الاستخبارات الأميركية ترسم صورة قاتمة بشكل متزايد لتقدم طالبان المتسارع عبر أفغانستان، والتهديد المحتمل الذي تشكله على العاصمة كابول، محذرة من أن الحركة المتشددة قد تسيطر قريباً على جزء كبير من البلاد في أعقاب انسحاب القوات الأميركية.
وقال مصدر في الكونغرس مطلع على معلومات الاستخبارات، إن تقدم طالبان "يتزايد بوتيرة متسارعة"، مكرراً مخاوف أثارها مسؤولون آخرون، أقروا بأن الوضع الأمني يتدهور بسرعة أكبر مما أشارت إليه تقييمات سابقة.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن مصادر عدة مطلعة على آخر التقييمات، ترى أن كابول تواجه تهديداً متزايداً؛ لا سيما الأطراف الخارجية للمقاطعة، لكنها قالت إن العاصمة ليست معرضة لخطر وشيك للاستيلاء عليها وستكون "محطة أخيرة" للحركة التي من المرجح أن تستهدف مراكز سكانية كبيرة قبل التقدم نحو العاصمة، وهو ما يُعزى جزئياً إلى التهديد بضربات جوية أميركية، وحجم قوة طالبان.
طالبان "تُحكم قبضتها"
الشبكة الأميركية كشفت أن ثمة مؤشرات واضحة على أن طالبان تحكم قبضتها على البلاد مع استكمال الولايات المتحدة انسحابها من تلك البلاد بعد ما يقرب من عقدين من الحرب.
وفي الوقت الراهن، تعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية بأن حركة طالبان يمكن أن تخنق بشكل فعال إمدادات الحكومة الأفغانية من الواردات إذا اختارت (الحركة) القيام بذلك، ومن المحتمل أن تحاصر جزءاً كبيراً من البلاد في المستقبل القريب، حسبما قال مصدر مطلع لـ"سي إن إن".
علاوة على ذلك، تقول المصادر إن مقاتلي طالبان يمكن أن يتحركوا في العاصمة بمجرد أن يكونوا واثقين من نجاح النتيجة. وأحد المخاوف هو أن طالبان ربما يكون لديها قريباً القدرة على محاصرة كابول، ما يجبر القوات الأفغانية على القتال أو الاستسلام.
المصدر المطلع على التقييمات أضاف قائلاً: "قد لا يضطر مقاتلو طالبان حتى إلى المخاطرة بإقامة مواقع قتالية حول كابول، فقد يحتاجون فقط إلى التحرك، عندما يكونون أقرب إلى التفكير في أن النصر مضمون". في المقابل، يحذر آخرون من أن الحركة غير قادرة حالياً على السيطرة على كابول عسكرياً.
سيناريو سقوط سايغون
وبحسب شبكة "سي إن إن" يشكل الإلحاح المتزايد حول استيلاء طالبان المحتمل على السلطة تحدياً للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي حذّر منتقدوه من أن الولايات المتحدة قد تواجه تكرار سيناريو "سقوط سايغون"، عاصمة فيتنام الجنوبية.
وفي عام 1975، سقطت عاصمة فيتنام الجنوبية في يد قوات فيتنام الشمالية الشيوعية، بعد خروج قوات الولايات المتحدة منها وإجلاء رعاياها ومسؤولي الحكومة الموالين لواشنطن بالمروحيات، وترك السكان لمواجهة مصيرهم المحتوم.
وإذا تعرضت العاصمة الأفغانية لتهديد فوري، فستواجه الولايات المتحدة قراراً صعباً بشأن موعد وكيفية إجلاء الجنود الأميركيين الذين ما زالوا متمركزين هناك. ومع وجود خطط وموارد للإخلاء، يتعين على المسؤولين الأميركيين الآن الاختيار بين انسحاب منظم أو شيء متسرع وغير مستقر.
في حين تتباين التقييمات المتعلقة بتوقيت جهود طالبان، أوضح مسؤولون أميركيون أنه يُعتقد على نطاق واسع أن الجماعة تعتزم ترسيخ نفسها كقوة حاكمة رئيسية في البلاد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، للصحافيين هذا الأسبوع "من الواضح مما يفعلونه أن لديهم مخططات حكم على نطاق وطني بالتأكيد. ومن الواضح مما يفعلونه أنهم يعتقدون أن هناك حلاً عسكرياً لنهاية هذا الصراع".
بولتون: "لم نخسر الحرب"
من جانبه، أصر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، الجمعة، على أن الولايات المتحدة لم تخسر الحرب في أفغانستان، بينما انتقد أمر الرئيس جو بايدن بالانسحاب العسكري الكامل من البلاد.
بولتون، الذي شغل منصب مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش إبان الغزو العسكري الأميركي الأولي لأفغانستان في أكتوبر 2001، قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن القوات المسلحة الأميركية لم تخسر الصراع الذي دام عقدين، ولكنها ببساطة "ابتعدت عنه".
وأضاف بولتون: "لم نُهزم. ينبغي أن تُهزم لتخسر الحرب. لقد استسلمنا لأن صبرنا نفد. هذا تعقيب مؤسف بشأن الإدارة الحالية، لكنه ليس هزيمة للولايات المتحدة".
وتوقع بولتون، أنه في حال نجاح طالبان في الإطاحة بالحكومة الأفغانية، فإن "يد المتطرفين في باكستان ستتعزز، ويزداد خطر استيلاء طالبان الباكستانية على الحكومة بشكل كبير".
وحذر بولتون من أن الحكومة التي تديرها طالبان في باكستان "ستسيطر على عشرات أو عشرات الأسلحة النووية"، مضيفاً أن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان سيحبط أيضاً الجهود الأميركية لمراقبة "ما تنوي إيران فعله".
ومضى قائلاً: "كان هذا موقعاً استراتيجياً مركزياً للولايات المتحدة. نحن نتنازل عنه. ولا نحصل على شيء في المقابل".
توقعات بانهيار سريع
وكانت تقارير صحافية كشفت تفاصيل تقييم استخباراتي أميركي، خلص إلى أن حكومة أفغانستان قد تنهار في غضون 6 أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.
ويفيد التقييم بأن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقطان بعد 6 إلى 12 شهراً من مغادرة القوات الأميركية، فيما يرى مسؤولون غربيون آخرون أن الانهيار قد يأتي بعد 3 أشهر فقط.
وأنهى الجيش الأميركي في الثاني من يوليو الجاري، تواجده في قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان، التي كانت تعد مركزاً رئيسياً في حربه للإطاحة بحركة "طالبان" ومطاردة تنظيم "القاعدة".