بعد عاصفة انتقادات، اعتذر أرمين لاشيت، المرشح الأول لحكم ألمانيا، عن "ضحك مبالغ فيه" أثناء تفقد المناطق المتضررة من الفيضانات.
وبينما كان الرئيس الفيدرالي فرانك فالتر شتاينماير، يلقي بتعابير وجه جادة وحزينة، كلمة تضامنية مع المتضررين وضحايا الفيضانات التي ضربت غرب ألمانيا، وخاصة ولاية شمال الراين ويستفاليا، ظهر لاشيت في الخلفية، يضحك بشكل مبالغ فيه مع 6 أشخاص، رغم أنه حاكم الولاية الأكثر تضررا، والشخص الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن يحكم البلاد خلفا لأنجيلا ميركل.
وبعد يوم حافل بالانتقادات من كل الطيف السياسي وعلى المنصات الإعلامية أيضا، كتب لاشيت على "تويتر": "مصير المتضررين مهم جدا بالنسبة لنا.. أنا آسف للانطباع الذي نشأ عن موقف خلال محادثة. لم يكن هذا لائقا وأنا آسف".
وبالتزامن مع اعتذار لاشيت، كتبت إذاعة غرب ألمانيا "الكلمات التي قالها فرانك فالتر شتاينماير إلى الناس في إرفتشتات في ولاية شمال الراين ويستفاليا، تهدف إلى إظهار التضامن مع الحزن، وعلينا أن نحترم هذه الكلمات".
وتابعت "هذا الاحترام يستحقه الضحايا والمتضررون، لكن من غير المناسب أن يضحك شخص على هذا الوضع.. هذا تصرف غير محترم".
وأضافت "في الحملات الانتخابية، ترسم إدارة الحملة كل المواقف، وتكتب كل الكلمات، وتنظم حتى الايماءات الصغيرة، لكن هناك لحظات قليلة يسقط فيها الضوء في لحظة غير محسوبة ومفاجئة، على المرشح.. وكان مشهد الضحك واحدا من هذه اللحظات".
ومضت قائلة "على الجميع أن يسأل نفسه الآن، إذا كان لاشيت مؤهلا لحكم ألمانيا، أو إن كنا نثق به لشغل منصب المستشار".
بدوره،اعتبر لارس كلينجبيل، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية، الأحد، أن سلوك لاشيت كان "مروعا ويفتقر إلى اللياقة"، مشيرا إلى أن "شخصيات الناس تظهر في أوقات الأزمات".
وفي تعليق آخر، قال النائب الألماني كارل لوترباخ في تصريحات مقتضبة عن تصرف لاشيت: "هذا أمر مزعج ببساطة".
بينما قال النائب ماتياس ميرش بأنه " تصرف لا يصدق ولا يمكنني تفسيره".
ويتوقع مراقبون أن يلقي تصرف لاشيت خلال تفقد مناطق متضررة من الفيضانات، بظلاله على أداء حزبه، الاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، في استطلاعات الرأي، قبل شهرين من الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويتصدر الاتحاد المسيحي بقيادة لاشيت، استطلاعات الرأي بـ28% من نوايا التصويت، وبفارق 10 نقاط عن حزب الخضر صاحب المركز الثاني، في الوقت الحالي.
وارتفعت حصيلة ضحايا العواصف والفيضانات في أوروبا، السبت، إلى 153 شخصا على الأقل، بينهم 133 في ألمانيا وحدها.
وقالت الشرطة في مدينة كوبلنتس الألمانية إنه وفقا للمعلومات الحالية، فقد لقي 90 شخصا حتفهم في الكارثة في ولاية راينلاند-بالاتينات، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا.
ويضاف ذلك إلى مقتل 43 شخصا في شمال الراين ويستفاليا (يحكمها لاشيت)، وهي ولاية ألمانية أخرى ضربتها العواصف.
وتسببت الأمطار الغزيرة ومياه السيول الموحلة هذا الأسبوع في دمار ببلدات وقرى في غرب أوروبا، بما في ذلك أجزاء من فرنسا وسويسرا ولوكسمبورج وهولندا.
لكن المناطق الأكثر تضررا كانت في غرب ألمانيا وشرق بلجيكا.
ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها لواشنطن كارثة الفيضانات بأنها "مأساة"، ووعدت بتقديم مساعدات للمتضررين.