وكالات

أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن "قلقها الشديد" حيال الوضع الإنساني في إقليم تجراي بشمال إثيوبيا جراء نقص حاد بإمدادات المواد الغذائية.

ودعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى السماح له بالوصول إلى تجراي دون عوائق، حيث يواجه 4 ملايين شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات طارئة.

وقال تومسون فيري، المتحدث باسم برنامج الأغذية، في تصريحات صحفية من جنيف، إن "الأمم المتحدة تشعر بقلق شديد حيال هذا الوضع".

وأضاف أن "الاستجابة الإنسانية في المنطقة تستمر بمواجهة تحديات النقص الحاد في الغذاء الكافي والإمدادات الإنسانية الأخرى وخدمات الاتصالات المحدودة وعدم وجود سلاسل إمدادات تجارية".



وأشار إلى أن "برنامج الأغذية العالمي قدم مساعدات الشهر الماضي لأكثر من 730 ألف شخص في أجزاء من جنوب وشمال غرب تجراي".

ويشمل هذا الرقم 40 ألف شخص في منطقة زانا تلقوا مساعدات غذائية للمرة الأولى.

وتأمل الوكالة في الأيام المقبلة بالوصول الى 80 ألف شخص إضافي في الشمال الغربي.

وقال فيري إنه "بمجرد إنجاز ذلك، من المرجح أن ينفد مخزون المواد الغذائية في الشمال الغربي".

وأضاف أن "الأهالي في زانا معزولون تماما ويعيشون في ظروف مزرية"، مشير الى أن "هؤلاء الأشخاص هم الذين نزحوا الى المدارس وملاجئ أخرى".

وأشار فيري إلى أن قافلة لبرنامج الأغذية العالمي مؤلفة من أكثر من 200 شاحنة ومحملة بمواد غذائية وإمدادات إنسانية أساسية أخرى هي الآن في حالة تأهب في إثيوبيا، ومن المتوقع أن تغادر الى تجراي بمجرد التأكد من التصاريح الأمنية.

وكرر مطالبته السماح لبرنامج الأغذية العالمي بـ"الوصول بشكل أسرع وأكثر حرية وبدون عوائق إلى تجراي لمساعدة الملايين الذين يحتاجون إلى الأغذية".

ولفت إلى أن هدف برنامج الأغذية العالمي هو الوصول إلى 2.1 مليون شخص معرضين للخطر في تجراي.

واتهمت السلطات الإثيوبية، الأربعاء، عناصر "جبهة تحرير تجراي" التي صنفها البرلمان "إرهابية" بتعطيل وإغلاق ممرات المساعدات الإنسانية.

وقالت لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية (حكومية)، في بيان، اليوم، إن مجموعة من مسلحي جبهة تحرير تجراي الإرهابية أغلقت طريق المساعدات الإنسانية من خلال تنفيذ هجمات إرهابية على الممرات الإنسانية بإقليم عفار شرق البلاد.



ونقل البيان عن متوكو كاسا، مفوض إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية، قوله إن الأيام الثلاثة الماضية تعرضت فيها الممرات الإنسانية بإقليم عفار لإقليم تجراي لهجمات من قِبل جبهة تحرير تجراي الإرهابية على 189 شاحنة تحمل مساعدات غذائية وغير غذائية كانت في طريقها إلى إقليم تجراي.

وأضاف أنه نتيجة لذلك اضطرت شاحنات المساعدات الإنسانية إلى التوقف.

وأوضح كاسا أن جبهة تحرير تجراي الإرهابية أغلقت طريق المساعدات الإنسانية في منطقة "أرات فنتيرسو يالو" الواقعة بإقليم عفار.

وأشار إلى أن الحكومة الإثيوبية سهلت إيصال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب لشعب تجراي، إلا أن جبهة تحرير تجراي الإرهابية تعمل على خلق أزمات إنسانية من خلال إغلاق الطرق، وتتعامل مع أهالي تجراي بالقسوة والشدة.

وأكد أن الحكومة الإثيوبية تعمل على تسهيل إيصال المساعدات الغذائية وغير الغذائية إلى إقليم تجراي من خلال برنامج الغذاء العالمي ووكالات المعونة الدولية الأخرى، لكن الهجمات الإرهابية للجماعة تعرقل هذه الجهود.

وفي الـ28 من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية موافقتها على وقف إطلاق النار في إقليم تجراي من جانب أحادي، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بعد طلب من الإدارة المؤقتة في الإقليم.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قال إن انسحاب الجيش من إقليم تجراي يرجع إلى حقيقة أن "جبهة تحرير تجراي" لم تعد تشكل تهديدا للبلاد، وهناك أولويات أخرى.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.

ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية لجبهة تحرير تجراي وهزيمتها في الكثير من المواقع حتى وصل إلى عاصمة الإقليم "مقلي"، في 28 من الشهر نفسه، لكن منظمات إنسانية وحقوقية تتهم أديس أبابا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم، وهو ما تنفيه إثيوبيا.