ظهر الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، الاثنين، وهو يحمل ورقة، يبدو أنه استخدمها لتدوين ملاحظات تتعلق بموضوع المباحثات مع ضيفه العراقي.
وكُتب على الورقة التي تمكَّنت عدسات المصورين من التقاطها، جملتان، هما: "US prepares to respond to attacks"، و"Iran considering of holding back attacks"، أي: "الولايات المتحدة تستعد للرد على الهجمات"، و"إيران تأخذ بعين الاعتبار وقف الهجمات"، على التوالي.
ويبدو أن إيران، كانت محور حديث بين بايدن والكاظمي خلال هذا اللقاء، بعد الهجمات المتكررة على القواعد الأميركية في العراق، والتي تتهم واشنطن الميليشيات الموالية لإيران، بالوقوف خلفها.
ويمثل هذا الموضوع أهمية في هذا التوقيت، خاصة مع إعلان بايدن، الاثنين، انتهاء "المهمة القتالية" للقوات الأميركية في العراق، وبدء "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري، في خطوة تأتي بعد 18 عاماً من الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
مواقف سابقة
وظهر الرئيس بايدن أيضاً في وقت سابق هذا الشهر وهو يراجع ورقة أخرجها من جيبه، قبل أن يجيب عن سؤال لصحافي حول ما إذا كانت روسيا تقف خلف هجمات برنامج الفدية "Ramsomware" التي استهدفت شركات ووكالات حكومية في الولايات المتحدة، مبرراً تصرفه بأنه قد تمت إحاطته للتو عن هذا الموضوع.
كما ظهر الرئيس بايدن في أول مؤتمر صحافي في مارس الماضي، وهو يحمل قصاصات سجلت عليها ملاحظات، فيما اعتبره جمهوريون ومعلقون محافظون "نوعاً من الغش"، ودليلاً على "ضعف الرئيس وعدم قدرته على التعامل مع الصحافة"، كما كان يفعل سلفه الجمهوري دونالد ترمب، حسبما نقلت مجلة "نيوزويك".
وخلال السباق الانتخابي في يوليو من العام الماضي، ظهر بايدن الذي كان حينها مرشح الديمقراطيين للرئاسة، وهو يحمل ملاحظات مكتوبة بخط اليد يتصدَّرها اسم عضوة مجلس الشيوخ (حينها) ونائبة الرئيس حالياً كامالا هاريس، جنباً إلى جنب مع مجموعة من التعليقات الموجزة عنها.
وتمكَّنت عدسات الصحافة حينها من التقاط عبارات من قبيل: "لا تحمل ضغينة"، و"إضافة عظيمة إلى الحملة الانتخابية"، و"أحترمها جداً"، فيما بدا حينها وكأنه إشارة إلى الموقع المهم لهاريس في مساعي المرشح الديمقراطي للوصول إلى البيت الأبيض.
توظيف جمهوري
واعتاد الجمهوريون ووسائل الإعلام المحافظة من قبيل شبكة "فوكس نيوز"، على استغلال هذه المواقف المتفرقة للبرهنة على مزاعمهم بخصوص "ضعف ذاكرة الرئيس، وتراجع قدراته العقلية".
ودعا روني جاكسون النائب الجمهوري والطبيب السابق في البيت الأبيض خلال فترة الرئيس ترمب، الرئيس بايدن إلى اتباع خطى سلفه وإكمال تقييم مونتريال المعرفي (MoCA)، وهو اختبار من 30 نقطة يقيس ضعف الذاكرة بالنسبة للعمر، والقضايا ذات الصلة، بما في ذلك الخرف والتدهور المعرفي.
وقال جاكسون بحسب "فوكس نيوز": "أعتقد أنه يظهر (بايدن) كل يوم أن هناك شيئاً ما يحدث"، مضيفاً "لست بحاجة إلى أن تكون طبيباً لملاحظة هذا السلوك، والتفطن إلى أن هناك ما يثير القلق".
لكن صحيفة "غارديان" البريطانية، تشير إلى أنه ليس من غير المعتاد تدوين الرؤساء الأميركيين للملاحظات، والقراءة منها خلال مؤتمراتهم، بمن فيهم، كما تقول الصحيفة، باراك أوباما وجون كينيدي المعروفان بقدراتهما الخطابية.