حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة، من الممكن أن تتصاعد إلى نشوب "حرب عسكرية شاملة"، في ضوء تزايد التوترات مع روسيا والصين بسبب سلسلة حوادث سيبرانية استهدفت الوكالات الحكومية والبنية التحتية الأميركية.

وخلال زيارة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية بالقرب من واشنطن قال بايدن، مساء الثلاثاء، إن "التهديدات الإلكترونية بما في ذلك هجمات برامج الفدية، أصبحت قادرة بشكل متزايد على إحداث أضرار وتعطيل في العالم الحقيقي".

"حرب مسلحة"

وأضاف الرئيس الأميركي، حسبما نقلت "فاينانشال تايمز"، أنه "إذا انتهى بنا المطاف في حرب.. حرب مسلّحة حقيقية، مع قوة عظمى أخرى، فسيكون ذلك بسبب هجوم إلكتروني".

الاختراقات الإلكترونية الأخيرة، كشفت عن مدى الضعف السيبراني في الولايات المتحدة، بدءاً من انتهاكات التجسس الواسعة التي ضربت قلب الحكومة، إلى هجمات برامج الفدية التي أدت إلى توقف العمليات في خط أنابيب مهم للنفط، ومصانع تعبئة اللحوم.

وكانت إدارة بايدن قد ألقت باللوم على حكومتي روسيا والصين، أو المقرصنين الموجودين داخل البلدين، ببعض الهجمات السيبرانية.

وحذر المسؤولون الأميركيون من أن الإدارة سترد بمزيج من الإجراءات "المرئية وغير المرئية"، لكن الخروقات الإلكترونية استمرت.

وهاجم بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، إذ قال إن بوتين "لديه مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك"، مضيفاً "هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي".

وأشار إلى أن بوتين، "يعلم أن الاستخبارات الأميركية أفضل من نظيرتها في موسكو، لأن أحكامكم (الاستخبارات) أفضل من أي أحكام أخرى".

عرقلة الانتخابات

واتّهم الرئيس الأميركي موسكو بالسعي لعرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة في الولايات المتّحدة العام المقبل من خلال نشرها "معلومات مضلّلة" في بلاده.

وأشار إلى أن "روسيا تنشر معلومات مضللة.. إنه انتهاك محض لسيادتنا" قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية لعام 2022.

وقال بايدن: "انظروا إلى ما تفعله روسيا منذ الآن بشأن انتخابات 2022 والمعلومات المضلّلة"، في إشارة إلى معلومات بهذا الشأن حصل عليها خلال الإحاطة اليومية التي يتلقّاها.

وفي خريف 2022، تجري في الولايات المتّحدة "انتخابات منتصف الولاية" التي يتم فيها تجديد جميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.

وشدد بايدن على أن الهجمات الإلكترونية ليست سوى جانب واحد من التهديدات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة، قائلاً إنه "سيكون هناك المزيد من التطورات في السنوات الـ10 المقبلة، أكثر مما كانت عليه في الماضي، مما يلقي بعبء هائل على مجتمع الاستخبارات".

التصريح الأميركي يأتي بعد ساعات من تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن بلاده قدّمت اقتراحات مكتوبة للولايات المتحدة، بشأن العمل في ملف الاستقرار الاستراتيجي، عشية مشاورات في هذا الصدد بين الجانبين في جنيف، تسعى خلالها موسكو إلى تلمّس مدى جديّة واشنطن.

ويقود ريابكوف الوفد الروسي، فيما ترأس الوفد الأميركي نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان، التي ستنضم إليها بوني جينكنس، التي ثُبتت أخيراً في منصب نائبة وزير الخارجية لشؤون الرقابة على الأسلحة.

وتوافقت واشنطن وموسكو على إطلاق حوار بشأن "الاستقرار الاستراتيجي"، خلال القمة التي جمعت الرئيسين الأميركي والروسي، في جنيف 16 يونيو الماضي.