كشف موقع "ديفينس نيوز" الأميركي أن برنامج طهران النووي بات يتم تعقبه بشكل أكثر دقة عبر الذكاء الصناعي، وأن المعاهد البحثية باتت لديها القدرة على رصد أنشطة منشآت طهران النووية خصوصا منشأة نطنز العسكرية.
وقال تحليل صدر مؤخرًا من مركز الأمن والتعاون الدولي، ربما إيران على بعد 18 إلى 24 شهرًا من استكمال قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز النووية.
ويُظهر التحليل أن إيران ستكون قادرة على إعادة بناء وتوسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم على الرغم من العديد من النكسات الكبيرة التي ألقى المسؤولون الإيرانيون باللوم فيها على التخريب.
وبحسب موقع ديفينس نيوز فإن المنشأة الجديدة، التي وصفها محللو معهد CISAC لأول مرة لصحيفة New York Times تقع جنوب المرافق الحالية في نطنز، حيث يتم بناؤها في عمق جبل، وستكون أقل عرضة للضربات الجوية – وسط محاولة إخفائها عن تصوير الأقمار الصناعية.
وبحسب التقرير لذلك استخدم محللو معهد CISAC أدوات الذكاء الاصطناعي من Orbital Insight لمساعدتهم على تتبع عمال البناء في الموقع. ووجدوا أن بإمكانهم تتبع العمالة المتدفقة إلى موقع انفجار العام الماضي في نطنز، وأخرى متعلقة بالحفر وبناء قاعة التجميع الجديدة.
وقالت أليسون بوتشيوني الباحثة في معهد CISAC، إن التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يساعدنا على فهم مكان تواجد العمال بشكل أفضل وفي أي وقت.
وقرر الباحثون أن الإيرانيين بدأوا البناء في الموقع الجديد العام الماضي بين 30 أغسطس و14 سبتمبر، ولاحظوا زيادة تسعة أضعاف في المركبات في الموقع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، "مما يشير إلى نمو كبير في النشاط" وفقا لتقرير في مجلة Janes Intelligence Review. وتصف الورقة الدور الأساسي الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في التحليل.
وأحصت خوارزمية Orbital Insight للكشف عن المركبات في 84 صورة أقمار صناعية تم جمعها بين مايو 2018 ومايو 2021 نشاط المنشأة مما يوفر نظرة ثاقبة للنشاط في المرافق الحالية والمستقبلية في نطنز.
وتم تتبع نشاط السيارات على وجه التحديد في ساحة انتظار السيارات خارج موقع نطنز الرئيسي، وكذلك في منشأة دعم البناء في جنوب نطنز، مما يشير إلى أن المركبات في كل موقع كانت مرتبطة بشكل مباشر بالعمليات أو نشاط البناء".
وكتب الباحثون أن نشاط السيارات انخفض خلال فصل الربيع. وقالت بوتشيوني "بناءً على ذلك وعوامل أخرى قررنا أن المرفق في هذه المرحلة قد اكتمل في الغالب. وسوف يقومون بتجميع وتعزيز البنية التحتية وربما يبدأون عمليات تجميع أجهزة الطرد المركزي، وأريد أن أقول في غضون 18 شهرًا إلى عامين، اعتمادًا على حجم البنية التحتية التي سيضعونها هناك".
وأضافت بوتشيوني أن بناء قاعة التجميع الجديدة يظهر أن إيران "تعمل بجد للحفاظ على قدرتها على التخصيب النووي"، وأنها "تعزز قدراتها في مجال الأسلحة النووية".
وتابعت بوتشيوني أنه مع حجم صور الأقمار الصناعية، إلى جانب مصادر البيانات الأخرى التي يحتمل أن تكون مفيدة مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الهاتفية وما إلى ذلك، سوف يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في مساعدة المحللين على التوصل إلى استنتاجات ربما لم يتمكنوا من القيام بها من قبل، و"باختصار أعتقد أنها أداة رائعة للرصد".
من جهته، قال جيمس كروفورد الذي أسس Orbital Insight "مناهجنا لدمج هذه المصادر المتباينة، مثل دمج بيانات GIS مع بيانات الهاتف الخلوي مع صور الأقمار الصناعية لوقوف السيارات، وأساليبنا في دمج تلك المصادر المحددة إلى حد ما ساعدت في إجراء هذا التحليل في إيران، لذا فإن أحد الأشياء التي يعمل عليها فريق علم البيانات لدينا هو كيف نبني أدوات عامة تسمح للأشخاص بتوليف البيانات عبر هذه الأنواع المختلفة من البيانات".