أ ف ب
مع اقتراب اكتمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان المُقرر في 31 أغسطس، حسم خبراء أميركيون استنتاجاتهم بشأن أسباب "الإخفاق" الأميركي بعد عشرين عاماً من القتال.
واعتبر خبراء، أن "الأكاذيب"، و"غرور الجنرالات"، و"الاستراتيجيات قصيرة المدى"، و"الأهداف غير الواقعية"، هي الأسباب وراء الوضع "القاتم" في البلاد، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
"إخفاء" حجم المشكلات
من جانبه، قال المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، إنه كان لدى الولايات المتحدة "الغرور للاعتقاد بأننا نستطيع أن نأخذ هذا البلد الذي كان في حالة خراب في 2001 ونجعله نرويجاً صغيرة"، في إشارة إلى النرويج كنموذج لدولة ناجحة.
وأضاف سوبكو المكلف منذ 2012 من قبل الكونغرس بمراقبة استخدام الأموال الأميركية في هذه الحرب في تقرير: "وصلنا إلى أفغانستان بفكرة تشكيل حكومة مركزية قوية وكان ذلك خطأ".
سوبكو أعرب عن أسفه، لأن الخبراء كانوا يعرفون أن هذا البلد ليس مناسباً لبنية حكومية من هذا النوع لكن "لم يستمع إليهم أحد".
"أهداف غير واقعية"
وأشار إلى أن الجنرالات المتعاقبين في أفغانستان، وضعوا أهدافاً قصيرة المدى ليتمكنوا من إعلان نجاحهم عند مغادرتهم بعد عامين أو ثلاثة أعوام، بينما كان يجب تخصيص وقت لجهود إعادة الإعمار مع الاهتمام بالتحديات اللوجستية التي يشكلها هذا البلد الذي يحصل 30% فقط من سكانه على الكهرباء طوال اليوم.
واتهم المفتش العام الجنرالات بإخفاء حجم المشكلات، قائلاً: "في كل مرة كنا نذهب فيها إلى هذا البلد، كان العسكريون يغيرون أهدافهم لتسهيل إعلان نجاح".
وزاد: "عندما لم عجزوا عن فعل ذلك، فرضوا السرية الدفاعية على الأهداف".
"غرور" الجنرالات
وتابع أنهم "يعرفون إلى أي حد كان الجيش الأفغاني سيئاً"، موضحاً أن الذين يستطيعون الاطلاع على الوثائق الخاضعة للسرية الدفاعية يعرفون ذلك أيضاً، "لكن المواطن الأميركي العادي ودافع الضرائب العادي والمسؤول المنتخب العادي والدبلوماسي العادي لا يستطيعون أن يعرفوا".
ورأى جون سوبكو، أن الولايات المتحدة تصرفت في أفغانستان، كما فعلت في العراق، وفيتنام.
وأردف: "لا تصدق الجنرالات أو السفراء أو مسؤولو الإدارة الذين يقولون: لن نفعل ذلك بعد الآن"، مشيراً إلى أن "هذا بالضبط ما قلناه بعد فيتنام: لن نفعل ذلك مرة أخرى، والمفاجأة أننا فعلنا ذلك في العراق وفعلنا ذلك في أفغانستان. وسنفعل ذلك مرة أخرى".
"غزاة"
من جهته، قال كارتر مالكاسيان المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الذي نشر مؤخراً كتابا عن تاريخ الحرب في أفغانستان: "لا شك إطلاقاً في أننا خسرنا الحرب".
ورأى هذا الخبير الذي نصح رئيس الأركان الأميركي السابق جوزف دانفورد، بأن طالبان برهنت على إرادتها في محاربة "الغزاة"، بينما بدا أن الجيش الأفغاني "مباع" للأجانب.
وكتب مالكاسيان في كتابه أن "مجرد وجود أميركيين في أفغانستان ينتهك فكرة هوية أفغانية تستند إلى كرامة وطنية وتاريخ طويل من محاربة الغزاة والتزام ديني بالدفاع عن الوطن".
وأضاف: "كنا نعتقد أن بعض الأمور كانت ممكنة في أفغانستان: هزيمة طالبان أو السماح للحكومة الأفغانية بأن تستقل (...) لكن الأمر لم يكن كذلك".
وأشار إلى أن عناصر "الشرطة والجنود لم يرغبوا في المجازفة بحياتهم من أجل حكومة فاسدة تميل إلى إهمالهم".
"غضب" الأفغان
في سياق متصل، أشار تقرير حديث لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنه عبر عدم الاهتمام بشكل كاف بالضحايا المدنيين للغارات الجوية أو الانتهاكات التي يرتكبها أمراء حرب متحالفون مع الغرب، أثار التحالف غضب الشعب الأفغاني.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية، ومقرها واشنطن، إن "ميل الولايات المتحدة إلى إعطاء الأولوية للمكاسب العسكرية في أمد قصير؛ بدلاً من بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية أو حماية حقوق الإنسان، وجه ضربة قاضية للمهمة الأميركية وكل جهود إعادة الإعمار بعد 2001".
وتابعت: "استياء السكان وانعدام ثقتهم في الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، سمحا لطالبان بتحقيق مكاسب".
دعم جوي مستمر
وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي، الثلاثاء، أن بلاده "ستستمر في توفير الضربات الجوية للدفاع عن قوات الأفغانية التي تتعرض للهجوم من قبل طالبان"، فيما أعلنت القيادة بقاء 5% من قوتها في أفغانستان للأسبوع الثاني على التوالي.
وقال ماكنزي خلال زيارته إلى العاصمة كابول: "زادت الولايات المتحدة من الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية خلال الأيام الماضية"، معرباً عن استعداد بلاده "لمواصلة هذا المستوى المرتفع من الدعم في الأسابيع المقبلة إذا واصلت حركة طالبان هجماتها".
وتحذر منظمات إنسانية من أزمة كبرى خلال الأشهر المقبلة، في وقت تواصل طالبان عملية عسكرية واسعة سيطرت خلالها على مساحات شاسعة من شمال البلاد.
وتنتشر القوات الأميركية في أفغانستان منذ نحو 20 عاماً، وذلك بعد غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث بدأت هذه القوات بالانسحاب في مايو الماضي، على أن تستكمله بحلول نهاية أغسطس، أي قبل أيام من الموعد المحدد مسبقاً بـ11 سبتمبر المقبل.
مواجهات مستمرة
واستغلت حركة طالبان بدء انسحاب القوات الأجنبية لشنّ هجوم شامل على القوات الأفغانية، وسيطرت على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً شمالي أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب.
وأعلنت قوات الأمن الأفغانية الاثنين، مصرع مئات المسلحين من حركة طالبان، في عمليات عسكرية أنحاء البلاد خلال الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع وقوات الأمن الأفغانية، اللواء أجمل عمر شنواري، إن القوات الحكومية نفذت 154 عملية عسكرية، قتل فيها 1528 مسلحاً، وجُرح أكثر من 800 آخرين، حسب ما نقلت وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية.
مع اقتراب اكتمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان المُقرر في 31 أغسطس، حسم خبراء أميركيون استنتاجاتهم بشأن أسباب "الإخفاق" الأميركي بعد عشرين عاماً من القتال.
واعتبر خبراء، أن "الأكاذيب"، و"غرور الجنرالات"، و"الاستراتيجيات قصيرة المدى"، و"الأهداف غير الواقعية"، هي الأسباب وراء الوضع "القاتم" في البلاد، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
"إخفاء" حجم المشكلات
من جانبه، قال المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، إنه كان لدى الولايات المتحدة "الغرور للاعتقاد بأننا نستطيع أن نأخذ هذا البلد الذي كان في حالة خراب في 2001 ونجعله نرويجاً صغيرة"، في إشارة إلى النرويج كنموذج لدولة ناجحة.
وأضاف سوبكو المكلف منذ 2012 من قبل الكونغرس بمراقبة استخدام الأموال الأميركية في هذه الحرب في تقرير: "وصلنا إلى أفغانستان بفكرة تشكيل حكومة مركزية قوية وكان ذلك خطأ".
سوبكو أعرب عن أسفه، لأن الخبراء كانوا يعرفون أن هذا البلد ليس مناسباً لبنية حكومية من هذا النوع لكن "لم يستمع إليهم أحد".
"أهداف غير واقعية"
وأشار إلى أن الجنرالات المتعاقبين في أفغانستان، وضعوا أهدافاً قصيرة المدى ليتمكنوا من إعلان نجاحهم عند مغادرتهم بعد عامين أو ثلاثة أعوام، بينما كان يجب تخصيص وقت لجهود إعادة الإعمار مع الاهتمام بالتحديات اللوجستية التي يشكلها هذا البلد الذي يحصل 30% فقط من سكانه على الكهرباء طوال اليوم.
واتهم المفتش العام الجنرالات بإخفاء حجم المشكلات، قائلاً: "في كل مرة كنا نذهب فيها إلى هذا البلد، كان العسكريون يغيرون أهدافهم لتسهيل إعلان نجاح".
وزاد: "عندما لم عجزوا عن فعل ذلك، فرضوا السرية الدفاعية على الأهداف".
"غرور" الجنرالات
وتابع أنهم "يعرفون إلى أي حد كان الجيش الأفغاني سيئاً"، موضحاً أن الذين يستطيعون الاطلاع على الوثائق الخاضعة للسرية الدفاعية يعرفون ذلك أيضاً، "لكن المواطن الأميركي العادي ودافع الضرائب العادي والمسؤول المنتخب العادي والدبلوماسي العادي لا يستطيعون أن يعرفوا".
ورأى جون سوبكو، أن الولايات المتحدة تصرفت في أفغانستان، كما فعلت في العراق، وفيتنام.
وأردف: "لا تصدق الجنرالات أو السفراء أو مسؤولو الإدارة الذين يقولون: لن نفعل ذلك بعد الآن"، مشيراً إلى أن "هذا بالضبط ما قلناه بعد فيتنام: لن نفعل ذلك مرة أخرى، والمفاجأة أننا فعلنا ذلك في العراق وفعلنا ذلك في أفغانستان. وسنفعل ذلك مرة أخرى".
"غزاة"
من جهته، قال كارتر مالكاسيان المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الذي نشر مؤخراً كتابا عن تاريخ الحرب في أفغانستان: "لا شك إطلاقاً في أننا خسرنا الحرب".
ورأى هذا الخبير الذي نصح رئيس الأركان الأميركي السابق جوزف دانفورد، بأن طالبان برهنت على إرادتها في محاربة "الغزاة"، بينما بدا أن الجيش الأفغاني "مباع" للأجانب.
وكتب مالكاسيان في كتابه أن "مجرد وجود أميركيين في أفغانستان ينتهك فكرة هوية أفغانية تستند إلى كرامة وطنية وتاريخ طويل من محاربة الغزاة والتزام ديني بالدفاع عن الوطن".
وأضاف: "كنا نعتقد أن بعض الأمور كانت ممكنة في أفغانستان: هزيمة طالبان أو السماح للحكومة الأفغانية بأن تستقل (...) لكن الأمر لم يكن كذلك".
وأشار إلى أن عناصر "الشرطة والجنود لم يرغبوا في المجازفة بحياتهم من أجل حكومة فاسدة تميل إلى إهمالهم".
"غضب" الأفغان
في سياق متصل، أشار تقرير حديث لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنه عبر عدم الاهتمام بشكل كاف بالضحايا المدنيين للغارات الجوية أو الانتهاكات التي يرتكبها أمراء حرب متحالفون مع الغرب، أثار التحالف غضب الشعب الأفغاني.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية، ومقرها واشنطن، إن "ميل الولايات المتحدة إلى إعطاء الأولوية للمكاسب العسكرية في أمد قصير؛ بدلاً من بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية أو حماية حقوق الإنسان، وجه ضربة قاضية للمهمة الأميركية وكل جهود إعادة الإعمار بعد 2001".
وتابعت: "استياء السكان وانعدام ثقتهم في الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، سمحا لطالبان بتحقيق مكاسب".
دعم جوي مستمر
وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي، الثلاثاء، أن بلاده "ستستمر في توفير الضربات الجوية للدفاع عن قوات الأفغانية التي تتعرض للهجوم من قبل طالبان"، فيما أعلنت القيادة بقاء 5% من قوتها في أفغانستان للأسبوع الثاني على التوالي.
وقال ماكنزي خلال زيارته إلى العاصمة كابول: "زادت الولايات المتحدة من الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية خلال الأيام الماضية"، معرباً عن استعداد بلاده "لمواصلة هذا المستوى المرتفع من الدعم في الأسابيع المقبلة إذا واصلت حركة طالبان هجماتها".
وتحذر منظمات إنسانية من أزمة كبرى خلال الأشهر المقبلة، في وقت تواصل طالبان عملية عسكرية واسعة سيطرت خلالها على مساحات شاسعة من شمال البلاد.
وتنتشر القوات الأميركية في أفغانستان منذ نحو 20 عاماً، وذلك بعد غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث بدأت هذه القوات بالانسحاب في مايو الماضي، على أن تستكمله بحلول نهاية أغسطس، أي قبل أيام من الموعد المحدد مسبقاً بـ11 سبتمبر المقبل.
مواجهات مستمرة
واستغلت حركة طالبان بدء انسحاب القوات الأجنبية لشنّ هجوم شامل على القوات الأفغانية، وسيطرت على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً شمالي أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب.
وأعلنت قوات الأمن الأفغانية الاثنين، مصرع مئات المسلحين من حركة طالبان، في عمليات عسكرية أنحاء البلاد خلال الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع وقوات الأمن الأفغانية، اللواء أجمل عمر شنواري، إن القوات الحكومية نفذت 154 عملية عسكرية، قتل فيها 1528 مسلحاً، وجُرح أكثر من 800 آخرين، حسب ما نقلت وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية.