تتجه الأنظار الشهر القادم إلى أروقة الأمم المتحدة، حيث تعقد اجتماعات المنظمة، في نيويورك، وسط ترقب ضيف تحفل سيرته بدفاتر انتهاكات.
وبينما وافقت الولايات المتحدة، التي تحتضن مقر المنظمة الأممية على عقد الاجتماعات حضوريا، بعد تعليقها العام الماضي، يثور التساؤل حول مشاركة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في هذه الفعالية السنوية.
فرغبة رئيسي الحليف المقرب للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، ستكون في استغلال فرصة الاجتماعات للإطلال على دول العالم، لتخفيف عزلة محفوفة بالقيود، وسط دعوات الجمهوريّين للرئيس الأمريكي جو بايدن برفض منح نظيره الإيراني الجديد تأشيرة دخول إلى نيويورك، بسبب سجله الأسود في حقوق الإنسان.
فعلى مدار الـ18 شهرًا الماضية، عمل إبراهيم رئيسي رئيسًا للسلطة القضائية، بالرغم من سجله الحافل بانتهاكات حقوقية جسيمة على مدار العقود الثلاثة الماضية.
كما وجهت إليه اتهامات بلعب دور في إرسال آلاف السجناء السياسيين إلى مشانق الموت في الثمانينيات، وخلال الحملات القمعية المميتة التي طالت الاحتجاجات المناهضة للحكومة عامي 2009 و 2019.
ويخضع الرئيس الإيراني المتشدد لعقوبات أمريكية فُرضت عام 2019، بسبب سجله الحقوقي، ودوره في ترأس ما يسمى "لجنة الموت"، المسؤولة عن قمع معارضي نظام طهران..
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها الشهر الماضي، إلى أن وضع رئيسي هذا سيجعل منه أول رئيس إيراني يصعد على المسرح العالمي، في أماكن مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يخضع لمثل هذا التصنيف.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى مستوى الإحراج الذي ستقع فيه واشنطن، في حال أصرّ رئيسي على حضور اجتماعات الأمم المتحدة المرتقبة.
فيه هذا الصدد تقول الصحيفة: "بالرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها علاقات رسمية مع إيران ولن تتعامل بشكل مباشر مع رئيسي بصفته رئيسا لإيران، إلا أن فوز الرجل سيكون مأزقا محرجا لإدارة بايدن، لأنه مدرج على القائمة السوداء بموجب العقوبات الأمريكية التي تحظر عموما أي تعامل معه".
ويعود فرض العقوبات على رئيسي إلى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أصدر أمرا تنفيذيا بذلك قبل مغادرته المنصب، ولم يلغ بايدن الأمر.
وزعمت السلطات الإيرانية سابقا أن الولايات المتحدة عرقلت سفر الرئيس السابق حسن روحاني ووفده إلى نيويورك لحضور آخر اجتماعات الأمم المتحدة الحضورية عام 2019، بمنعها إصدار تأشيرات دخول لهم.
لكنّ واشنطن سمحت في النهاية بدخول روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وأصدرت تأشيرات لهما رغم العقوبات على الأخير.