الشرق+فرانس برس
ارتفع عدد الشركات الأميركية التي تشترط على موظفيها تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، قبل العودة إلى أماكن العمل، وتبدي استعداداً لطردهم ما لم يمتثلوا للقرار.
ويحق لأصحاب العمل أن يُطالبوا العمال العائدين إلى مكاتبهم بالحصول على اللقاح، مع استثناءات لأسباب طبية أو دينية، وفقاً للجنة الأميركية لتكافؤ فرص العمل.
وقال خبراء إن المؤسسات والشركات لديها السلطة القانونية لتنفيذ ذلك، لكن هذه الهيئات كانت مترددة في اتخاذ هذه الخطوة في وقت مبكر من الوباء، ربما خوفاً من رد فعل سياسي عنيف.
ومع استعداد الشركات لإعادة فتح مكاتبها، توقفت معدلات التحصين في الولايات المتحدة عند نحو 50% وارتفع عدد الإصابات بسبب المتحورة "دلتا".
انتهاك السياسة
وطردت شبكة "سي إن إن" الأميركية 3 موظفين انتهكوا هذه السياسة، وذهبوا إلى العمل من دون تلقيهم اللقاحات.
وكتب رئيس الشبكة جيف زاكر، في مذكرة للموظفين، نشرها مراسل في القناة على "تويتر"، الخميس: "دعوني أكن واضحاً، نحن ننتهج سياسة عدم التسامح في هذا الشأن".
وقال إريك فيلدمان، أستاذ قانون الصحة والأخلاقيات الطبية في جامعة "بنسلفانيا": "لو كانت القواعد واضحة لكان قرار (سي إن إن) بإقالة موظفين مبرراً".
وأضاف أن "تعريض المرء نفسه للخطر من خلال عدم تلقي اللقاح هو غباء، لكن تعريض الآخرين للخطر هو أمر غير أخلاقي وفي كثير من الحالات غير قانوني، ويجب أن يكون سبباً للفصل من العمل".
وكانت شركات "وول ستريت" تضغط من أجل عودة الموظفين إلى العمل شخصياً، وقال بنك الاستثمار "مورجان ستانلي" ومجموعة إدارة الأصول "بلاكروك"، في يونيو الماضي، إنه "لن يسمح إلا للموظفين الذين تلقوا اللقاح بالعودة إلى مكاتبهم".
وفي "سيليكون فالي"، أعلنت المجموعات العملاقة للتكنولوجيا "جوجل" و"فيسبوك" و"مايكروسوفت" قواعد مماثلة في الأيام الماضية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الشركة المنتجة للحوم "تايسون فودز"، الثلاثاء الماضي، أن "التطعيم سيكون إلزامياً لجميع الموظفين، في المكاتب والمسالخ على حد سواء، اعتباراً من أول نوفمبر المقبل".
فقدان الثقة
وقالت كلوديا كوبلين، كبيرة المسؤولين الطبيين في الشركة: "مع ارتفاع عدد الإصابات المرتبطة بالمتحورة دلتا بشكل حاد، إنه الوقت المناسب لاتخاذ الخطوة التالية لضمان قوة عاملة محصنة بالكامل".
وقال بيتر كابيلي، أستاذ في الشؤون الإدارية بكلية "وارتون"، إن "الشركات كانت تنتظر لترى عدد الموظفين الذين سيقدمون على ذلك من تلقاء أنفسهم قبل اللجوء إلى فرض الأمر عليهم".
وأضاف أن "عدداً كبيراً من الأشخاص اعتقدوا أنه من المشروع الاعتراض على تلقي اللقاح ما جعل أصحاب العمل قلقين من احتمال تعرضهم لضغط سياسي جراء فرضهم ذلك".
وقررت سلسلة "وولمارت" للبيع بالتجزئة، وهي أكبر مجموعة خاصة تؤمن وظائف في البلاد، جعل اللقاحات إلزامية لموظفي مكتبها الرئيسي، لكن ليس للعاملين في محال السوبر ماركت والمستودعات.
ولأن العديد من الشركات تكافح من أجل العثور على موظفين خصوصاً في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، قد لا ترغب في المخاطرة بإبعاد مرشحين محتملين.
وقال مايكل أوربان من جامعة "نيو هيفن" لوكالة "فرانس برس": "كنا نأمل أن نكون قد خرجنا من هذه الفوضى، لكننا لم نفعل ذلك لأن الكثير من الناس لا يثقون بالنظام".