في وقت ألمح فيه البيت الأبيض إلى تقاعس القوات الأفغانية في مواجهة حركة طالبان، خصوصاً مع تواصل تقدّم الأخيرة واستيلائها على مزيد من الأراضي، عادت وزارة الخارجية الأميركية وشددت على أن هجمات الحركة على المدنيين وعواصم الولايات يناقض اتفاقها معها.
وأشارت الوزارة في بيان الأربعاء، إلى أن التقدم في محادثات الدوحة حول أفغانستان بطيء بشكل مؤلم.
ماذا عن سقوط كابل؟
بدوره، حذّر جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون، من أن الوضع يتدهور في أفغانستان، موضحاً أن مسألة سقوط العاصمة كابل بيد الحركة ليست محسومة.
كما رفض المسؤول الأميركي التعليق عن أسئلة الصحافيين على تقييم المخابرات بقرب سقوط العاصمة الأفغانية، مشدداً على أن التعليمات تقتضي بصلاحية لمساعدة الحكومة الأفغانية حتى نهاية الشهر الجاري ولا قرار لما بعد ذلك، وفق قوله.
كذلك أكد كيربي أن طالبان مازالت مستمرة بالسيطرة على الأراضي في أفغانستان، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن هو من أخذ قرار الانسحاب، وفق تعبيره.
عزل العاصمة
الجدير ذكره أن مسؤولاً في المخابرات الأميركية كان رجّح لوكالة رويترز أن طالبان ستعزل العاصمة الأفغانية كابل خلال شهر وتسيطر عليها خلال 3 أشهر.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن التقييم الجديد لمدى قدرة كابل على الصمود يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد مع مغادرة القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.
وتابع قائلا "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، وإن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة، وفق قوله.
انتكاسات كبيرة
يشار إلى أن الحكومة الأفغانية كانت خسرت مدينة فايز آباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي اليوم الأربعاء في أحدث انتكاسة لها بينما تواجه صعوبة في إيقاف هجمات طالبان.
وجاءت سيطرة طالبان على المدينة في الوقت الذي توجه فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف أكبر مدن شمال البلاد لحشد زعماء الميليشيات السابقين للدفاع عنها، بينما تقترب قوات طالبان منها.
كما استولت طالبان على مقاطعات على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وإيران وباكستان والصين، مما زاد المخاوف المتعلقة بالأمن الإقليمي.
إلى ذلك، من المقرر أن تكمل الولايات المتحدة سحب قواتها هذا الشهر في مقابل وعود طالبان بمنع استخدام أفغانستان في الإرهاب الدولي.
وتعهدت طالبان بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها، لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام طالبان بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء في ظل تطلعها للنصر العسكري.