وسط الفوضى التي تشهدها أفغانستان، التقط رواد مواقع التواصل رقما على طائرة عسكرية أميركية كانت محور اهتمام وسائل الإعلام في العالم خلال اليومين الماضيين، وربطوه بالحدث الذي كان وراء غزو الولايات المتحدة لأفغانستان.
فقد شهد مطار كابل فوضى عارمة، الاثنين، واحتشد آلاف الأفغان على مدرجه رغبة في الفرار من البلاد، بعد سيطرة حركة طالبان عليها.
وتجمهر المئات حول طائرة شحن عسكرية أميركية من طراز "سي 17"، كانت تهم بالإقلاع إلى قاعدة العيديد في قطر، محاولين التشبث بها والرحيل معها إلى خارج أفغانستان، متجاهلين الخطر الذي يهددهم.
وتمكن بعض الأفغان بالفعل من التعلق بالطائرة قبل تحليقها، لكن السقوط القاتل كان مصيرهم بعد دقائق قليلة.
لكن الطائرة التي كانت محور أبرز أحداث أفغانستان خلال الأيام الماضية، حملت رقم "1109" كجزءا من رقمها التسلسلي، وهو ما قرأه البعض "09-11" أو الحادي عشر من سبتمبر، تاريخ الهجمات الإرهابية التي استهدفت واشنطن ونيويورك عام 2001، وكانت سببا رئيسيا في قرار الولايات المتحدة غزو أفغانستان.
ووقعت الهجمات عندما استولى انتحاريون على 4 طائرات ركاب أميركية، واستخدموها كصواريخ لإصابة أهداف بارزة في أهم مدينتين أميركيتين.
وصدمت طائرتان برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك مما أسفر عن مقتل الآلاف، في هجوم يعد أحد أكثر الأحداث رعبا في القرن الحادي والعشرين.
أما الطائرة الثالثة فقد دمرت الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قرب واشنطن، فيما تحطمت الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا، فيما كان يُعتقد أن خاطفيها خططوا لاستهداف مبنى الكابيتول، مقر مجلسي النواب والشيوخ، في واشنطن.
وبعد أقل من شهر على الهجمات، قاد الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن حملة غزو أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، وإنهاء حكم حركة طالبان التي ترعاه.
لكن بعد 20 عاما من الحملة الأميركية، عندما قرر الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب قواته من أفغانستان، سرعان ما عادت طالبان للسيطرة على البلد، وكأن جهود عقدين من الزمن راحت هباء في خلال أيام.