وكالات
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، بأن خليل حقاني، المُدرج منذ سنوات على قوائم أمريكا والأمم المتحدة للإرهابيين، ظهر في أكبر مسجد بالعاصمة الأفغانية كابول خلال صلاة الجمعة، وبصحبته مجموعة من المسلحين التابعين لحركة طالبان.

وأشارت الصحيفة إلى أن حقاني عضو في واحدة من أقوى الشبكات التي تقف وراء صعود حركة طالبان للسلطة، ويعد حالياً جزءاً لا يتجزأ من التحركات لتشكيل الحكومة، مبينةً أن المسلحين الذين رافقوه في المسجد كانوا من القوات الخاصة.

وأوضحت الصحيفة أن المسلحين المرافقين لحقاني كانوا يرتدون زياً مشابهاً لزي قوات "الكوماندوز" في جيش الحكومة الأفغانية، وكانوا يرتدون نظارات للرؤية الليلية.

وعمد المسلحون إلى إخلاء مكان حقاني في الصف الأمامي، كما شوهدت بندقية "إم-4" أميركية الصنع بجانبه، وبعد انتهاء إمام المسجد من إلقاء خطبته، صعد حقاني للمنبر لمخاطبة الحضور.

هتافات الحضور

وقال حقاني: "أولويتنا في أفغانستان هي الأمن، إذا لم يتحقق الأمن لن توجد حياة، سنوفر الأمن، وبعد ذلك سندعم الاقتصاد، والتجارة، والتعليم للرجال والنساء، لن يكون هناك تمييز".

واستقبل الحضور كلمات حقاني بهتافات حماسية، وفقاً للصحيفة التي اعتبرت أن الهتافات بمثابة تذكير بأن طالبان تحظى بدعم واسع في العديد من المناطق داخل أفغانستان، لكنها استدركت أن "مدى عمق هذا الدعم، ومدة استمراره، لا يزال غير واضح".

وقال عنصر من الأمن رفض ذكر اسمه للصحيفة: "الناس سعداء الآن لأن طالبان حققت الأمن، ولكنهم في الأيام الأولى، ودعم الناس لهم يعتمد على الطريقة التي سيحكمون بها".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن شبكة "عائلة حقاني"، التي أسسها جلال الدين حقاني الذي اشتُهر بلقب قائد المجاهدين في سبعينيات القرن الماضي، يُشتبه في تقديمها المساعدة على هروب أسامة بن لادن من تورا بورا في 2001.

عائلة حقاني

وأوضحت الصحيفة أن خليل حقاني هو شقيق جلال الدين حقاني، وعم نائب زعيم الحركة، سراج الدين حقاني، مشيرة إلى أن عائلة حقاني أدارت عمليات أدت إلى تعقيد الجهود الحربية للولايات المتحدة لسنوات.

وقال حقاني إنه أجرى مشاورات مع رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغاني عبد الله عبد الله، ورئيس أفغانستان السابق حامد كرزاي، كما أن أقاربه كانوا جزءاً من الوفد الدبلوماسي الأخير لطالبان في قطر، وفقاً للصحيفة.

وطلب حقاني بعد الانتهاء من كلمته، التحدث إلى مصور الصحيفة الذي يعمل في كابول، وقال له إن "الصحافيين سيكونون في أمان الآن، لأن الدولة تعيش في سلام، والنساء أيضاً ستتم حمايتهن"، مضيفاً: "لدينا نوايا حسنة".