قال أصحاب متاجر في العاصمة كابول، إن أسعار ومبيعات العمامة والحجاب ارتفعت مع عودة حكم طالبان إلى البلاد.
وارتفع الطلب على العمامة والحجاب والملابس الطويلة للسيدات، مع عودة حركة طالبان للسيطرة على الغالبية العظمى من أفغانستان، التي يبدو أنها تتحضر لمرحلة أكثر تقليدية ومحافظة عما كانت عليه خلال العقدين الماضيين.
وبسطت طالبان من سيطرتها على كل المنافذ الحدودية بأفغانستان في زمن قياسي؛ وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي.
في العاصمة كابول على وجه الخصوص، قفزت أسعار العمامة والحجاب لمستويات غير مسبوقة، مع توقعات بفرض طالبان الزي التقليدي الذي كانت تفرضه الحركة قبل دحرها من جانب القوات الأمريكية مطلع الألفية الحالية.
وقال أصحاب متاجر في العاصمة كابول، إن أسعار ومبيعات العمامة والحجاب ارتفعت مع عودة حكم طالبان إلى البلاد. بينما لم تقل طالبان حتى الآن شيئا عن ارتداء العمامة والحجاب، لكن بعض الناس يرتدونها بشكل تقليدي.
وقال فايز آغا بائع حجاب في كابول بحسب ما نقله موقع "باجهوك" الإيراني، إن مبيعات العمامة قد زادت منذ الأيام القليلة الماضية.. في الماضي، كان بإمكاني بيع أربعة أو خمسة حجاب في اليوم، لكنني الآن أبيع 50 إلى 70 حجابًا بعد عودة طالبان".
وقال صاحب متجر آخر، نعمة الله، إن أسعار الحجاب قد ارتفعت.. "حجاب تم بيعه في السابق مقابل ألف أفغاني، لكن الآن أبيعه مقابل 1400 أفغاني".
وأضاف: "قبل عودة طالبان، كنت أبيع ما بين ستة إلى سبعة أحجبة في اليوم، لكنني الآن أبيع ما يصل إلى 40 حجابا في اليوم.. كذلك، زادت مبيعات العمائم أيضا مع وصول طالبان".
وذكر أن العمامة الواحدة تكلف من 300 إلى 3000 أفغاني بالنظر إلى جودتها.. "كان بإمكاني بيع ست أو سبع عمائم في اليوم في الماضي، لكنني الآن أبيع حوالي 30 عمامة".
قال خواجا عبد الجبار، من سكان الحي الحادي عشر للشرطة في مدينة كابول، إنه بدأ مرة أخرى في ارتداء العمامة مع عودة طالبان.. كنت سأستخدم قرقول (قبعة) حتى وقت قريب، لكنني الآن مهتم بالعمامة على الرغم من أن طالبان لا تجبرهم على ذلك".
ويظهر هذا الارتفاع، مخاوف النساء في البلاد اللواتي يخشين فقدان المكاسب التي حققنها على مر السنين في مجال الحقوق المدنية؛ حيث ينعكس الخوف في حقيقة أن الطلب على البرقع، وهو لباس خارجي مغلف ترتديه النساء في بعض التقاليد الإسلامية، قد ارتفع بشكل كبير في أفغانستان.
فخلال حكم طالبان السابق، كان يُطلب من النساء تغطية أجسادهن ووجوههن بالبرقع، ومُنِعن من المدرسة أو العمل أو مغادرة المنزل دون قريب ذكر.
لذلك، ومع عودة طالبان، بدأت النساء في الدولة التي مزقتها الحرب في العودة إلى البرقع، مما أدى إلى ارتفاع هائل في أسعار الملابس التقليدية بمقدار عشرة أضعاف، إلى جانب ارتفاع العمائم والحجاب.