طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية، الأربعاء، بالسماح بإجراء عمليات تفتيش مستقلة في جميع سجونها.
يأتي ذلك بعد نشر مقاطع فيديو لحراس سجون بإيران وهم يعتدون على السجناء في سجن إيفين شمال طهران، ما أثار انتقادات دولية عارمة.
وطالبت منظمة العفو الدولية غير الحكومية، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، السلطات الإيرانية، بالسماح للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، بإجراء عمليات تفتيش مستقلة لجميع السجون.
وشددت هبة مريف، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، على "الطبيعة الواسعة النطاق والمنهجية" للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في السجون ومراكز الاعتقال الإيرانية، مضيفة أن مسؤولي النظام الإيراني قدموا "اعتذارات موجزة ووعود عامة لمعالجة الوضع وهذا لا يكفي".
ولفتت مريف إلى اعتذار رئيس مؤسسة السجون الإيرانية، مشيرة إلى أن "لكن هذا الاعتذار لم يشمل السجناء أنفسهم".
منظمة العفو الدولية قالت أيضا في بيانها: "إذا كانت السلطات الإيرانية لا تريد أن تكون وعودها فارغة في هذا الصدد، فعليها أن تسمح على الفور للمراقبين الدوليين، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاوفيد رحمان، بإجراء عمليات تفتيش مستقلة لإيفين وسجون آخرى في وفقًا للمعايير الدولية".
وتابعت :"كما تكرر منظمة العفو الدولية دعوتها إلى إنشاء آلية للمساءلة والتحقيق، رداً على رفض السلطات الإيرانية المستمر لمقاضاة أولئك الذين شاركوا في التعذيب والاختفاء القسري والإعدامات خارج نطاق القضاء وغيرها من عمليات القتل التعسفي"، داعية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمعالجة هذه القضية.
وقالت منظمة العفو الدولية في البيان إن "مقاطع الفيديو هذه تقدم أدلة موضوعية مروعة على الضرب والتحرش الجنسي والإهمال المتعمد وسوء المعاملة للأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، ومنظمة العفو الدولية توثق ذلك منذ سنوات".
فيما نقل موقع "فردا" الإيراني المعارض عن موريف قولها في تصريحات منفصلة، إنه "لأمر مروع رؤية ما يجري داخل جدران سجن إيفين، لكن لسوء الحظ، فإن الانتهاكات التي تظهر في مقاطع الفيديو هذه ليست سوى قمة جبل الجليد لوباء التعذيب في إيران".
وكان رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجي، طالب المدعي العام في البلاد، أمس، بإجراء تحقيق عاجل فيما يتعلق بفضيحة سجن ايفين، كما وجه مجموعة من أعضاء البرلمان اليوم انتقادات إلى السلطة القضائية ورجال الأمن.
وطلب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من لجنة برلمانية متابعة قضية ما حدث في سجن ايفين مع مكتب المدعي العام في البلاد.
وأظهرت صوراً ومقاطع فيديو نشرتها جماعة إيرانية معارضة تدعى "عدالة علي" خلال اليومين الماضيين، سوء المعاملة وتعرض المعتقلين في سجن ايفين للتعذيب وذلك بعدما تمكنت هذه الجماعة من اختراق كاميرات المراقبة الموجودة في السجن.