نقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، الأربعاء، عن مسؤول في حركة طالبان قوله إن "الحركة وقادة أفغاناً آخرين توصلوا إلى اتفاق لتشكيل سلطة جديدة تحت قيادة الزعيم الروحي للحركة، هبة الله آخوند زاده، وسيتم إعلانها خلال أيام قليلة".
وسيكون القائد الأعلى للحركة، هبة الله آخوند زاده، هو قائد السلطة التي تشرف على مجلس الوزراء المقبل، بحسب بلال كريمي، أحد أعضاء اللجنة الثقافية في الحركة، بينما سيتولى الملا عبد الغني برادر، أحد نواب هبة الله الثلاثة والواجهة الرسمية للحركة، تسيير المهام الحكومية اليومية على الأرجح.
وقال كريمي إن "المشاورات بين قادة الإمارة الإسلامية حول تشكيل حكومة أفغانية شاملة مع مسؤولين أفغان سابقين وقادة مؤثرين في المجتمع الأفغاني، انتهت رسمياً".
وأضاف: "لقد توصلوا إلى اتفاق، ونحن على وشك إعلان حكومة فعالة خلال أيام وليس أسابيع".
النموذج الإيراني
من جهتها، نقلت شبكة "سي إن إن نيوز 18" الهندية عن مصادر قولها إن هبة الله آخوند زاده سيترأس السلطة الجديدة التي ستحكم أفغانستان، بطريقة تشبه نظام الحكم الإيراني، إذ سيكون بمثابة المرشد الأعلى في إيران، بعدما يجمع بين السلطة الدينية والسياسية في الوقت نفسه. وسيتخذ من مدينة قندهار، مهد حركة طالبان، مقراً له.
وخرج آخر جندي أميركي من أفغانستان، الاثنين في 30 أغسطس، قبل يوم من الموعد النهائي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن وألزم نفسه به، بعد أكبر عملية إجلاء جوي في التاريخ، وخسارة 13 جندياً أميركياً وإصابة 20 آخرين في تفجير انتحاري أمام بوابة مطار كابول تبناه تنظيم "داعش".
وانتظرت طالبان خروج القوات الأجنبية من البلاد لإعلان انتصارها، ودخل مقاتلوها مطار كابول الثلاثاء، ونقلت وكالات الأنباء صوراً ومقاطع فيديو لتجولهم داخل صالاته، وبجوار الطائرات والمعدات التي خلّفها الجيش الأميركي وراءه، كعلامة رمزية على انتصارهم ودفع القوات الأجنبية خارج بلادهم، بعد حرب استمرت 20 عاماً، وأطاحت بهم من السلطة في أكتوبر 2001.
لكن طالبان تواجه الآن تحديات كثيرة، إذ ستضطر لتولي الحكم ومواجهة عجز مالي وعزلة دبلوماسية، في واحدة من أفقر دول العالم.