تعتزم بريطانيا بدء محادثات مع قادة طالبان بهدف تأمين "مرور حر" لرعاياها وحلفائها إلى خارج أفغانستان، فيما وعدت باستقبال حار للاجئين.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الحكومة البريطانية أن "السير سايمن غاس الممثل البريطاني الخاص لعملية الانتقال في أفغانستان توجه إلى الدوحة للقاء قادة من طالبان لتأمين مرور حر لرعايا بريطانيا وحلفائها بعد سيطرة الحركة على البلاد".
فيما وعد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، باستقبال "حار" لآلاف اللاجئين الأفغان الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، بعدما واجه انتقادات لإدارته عمليات الإجلاء من أفغانستان.
وكانت لندن أعلنت أن الأفغان الذين عملوا لحساب بريطانيا في بلدهم وتم إجلاؤهم إلى المملكة المتحدة سيُمنحون حقوق إقامة غير محدودة والحق في العمل وطلب الحصول على الجنسية البريطانية في الوقت المناسب.
وسيحصل هؤلاء على خدمات صحية مجانية ودروس للغة الإنجليزية ومنح جامعية في إطار عملية حكومية تحمل اسم "الترحيب الحار".
وقال جونسون في بيان: "ندين بالكثير للذين عملوا مع القوات المسلحة في أفغانستان وأنا مصمم على منحهم مع عائلاتهم الدعم الذي يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم هنا في المملكة المتحدة".
وأجلت بريطانيا أكثر من 15 ألف شخص من أفغانستان منذ 13 أغسطس/آب بينهم أكثر من ثمانية آلاف أفغاني عملوا مع البريطانيين في بلدهم، في وظائف بينها الترجمة الفورية.
لكن الحكومة تواجه عاصفة من الانتقادات بشأن عملية الإجلاء التي انتهت السبت من دون إجلاء جميع المرشحين للرحيل.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس صرح الجمعة بأنه تعذر إجلاء عدد يصل إلى 150 بريطانيا وما بين 800 و1100 أفغاني.
ونقلت صحيفة "ذي أوبزرفر"، الأحد، عن أحد المبلغين في وزارة الخارجية أنه لم تتم قراءة خمسة آلاف رسالة إلكترونية أرسلها نواب وجمعيات للإبلاغ عن حالات أفغان معرضين لخطر الانتقام من طالبان.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الثلاثاء، إن مشاورات تجري مع الدول المجاورة لأفغانستان لتسهيل خروجهم من البلاد، موضحا أن بريطانيا ستسعى إلى دفع طالبان إلى احترام التزامها توفير ممر آمن.
وسيتم استجواب راب حول هذا الموضوع الأربعاء من قبل أعضاء لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية.
وقال رئيس اللجنة النائب المحافظ توم توغندات الذي خدم في أفغانستان إن "الأسبوعين الأخيرين كانا صعبين لكثيرين منا: غضب وعار وحتى ارتياب".
وأضاف "لم نعتقد يوما أننا سنرى اليوم الذي تدير فيه قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة ظهرها للشعب الأفغاني".
وتابع أن "الكثير من تلك المشاعر العفوية تحولت إلى أسئلة حول مستقبل السياسة الخارجية للمملكة المتحدة"، متسائلا "كيف سنتعامل مع طالبان؟ كيف ستؤثر أفغانستان على استراتيجيتنا الإقليمية؟ كيف ستحاسب الحكومة طالبان على انتكاسات في مجال حقوق الإنسان؟".