الحرة
على مدار سنوات، قامت منظمة "نساء من أجل الأفغانيات" ببناء 32 مركزا لإيواء النساء المعنفات وللتوجيه الأسري ومنازل للأطفال في 14 مقاطعة بأفغانستان، وقد بدأت بإغلاقها مع سيطرة طالبان على الحكم، رغم تعهد الحركة باحترام حقوق النساء في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية.
وقام بعض مسؤولي المراكز والمنازل بإحراق وإتلاف السجلات، قبيل وصول طالبان، وحزموا بعض المتعلقات، وفروا مع الساكنين، فيما اختار مسؤولون آخرون البقاء، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وتقول الصحيفة إنه حتى قبل استيلاء طالبان على السلطة، كانت أفغانستان تتذيل قوائم حماية النساء وسلامة المرأة.
وتزال الحوادث المرتبطة بجرائم الشرف، وزواج القاصرات، وتزويج فتيات صغيرات لدفع ديون كبار في السن،مستمرة. كما يتواصل التحرش في أماكن العمل والأماكن العامة، وفقا لدراسات حديثة تنقل عنها الصحيفة.
ومع سيطرة طالبان، أصبح الهم الأول لموظفي المنظمات ومديري مراكز الإيواء، هو ما قد تفعله طالبان لمعاقبتهم، فعندما حكمت البلاد في التسعينات، عارضت طالبان سفر النساء بمفردهن أو تجمعهن.
وعندما سيطرت طالبان لفترة وجيزة على مدينة قندوز عام 2015، فر المسؤولون والسكان من مركز إيواء تابع لمنظمة نساء من أجل الأفغانيات، بعد تهديد طالبان لهم، وقالت مديرة المركز إنها تلقت مكالمات من طالبان تقول إنهم سيقبضون عليها ويقومون بشنقها لجعلها عبرة للآخرين.
وتقول مديرة المنظمة سونيتا فيسواناث إن القلق تزايد مع إطلاق سراح السجناء بعد سيطرة طالبان، لأن من بينهم مسجونون بموجب قوانين حماية المرأة التي تم سنها بدعم غربي على مدار العشرين عاما الماضية.
ووفقا للصحيفة، لطالما كانت مراكز الإيواء مستهدفة، فبالنسبة للكثيرين في المجتمع الأبوي القاسي في أفغانستان، وليس فقط بالنسبة لطالبان، غالبا ما ينظر إلى المرأة التي تعيش بمفردها أو التي تترك عائلتها على أنها عاهرة.
ويرى البعض مراكز النساء المعنفات على أنها بيوت للدعارة.
ومن العاصمة كابل، نقلت رويترز عن قناة طلوع الإخبارية الخاصة أن مسلحي طالبان فضوا، السبت، مظاهرة شاركت فيها نحو 12 امرأة تدعو الحركة لاحترام حقوق النساء في التعليم والوظائف.
وأظهرت لقطات مصورة نساء أثناء مواجهة مسلحين وهن يغطين أفواههن ويسعلن. وقالت متظاهرة إن المسلحين استخدموا الغازات المسيلة للدموع والصواعق الكهربائية ضد المشاركات اللائي كن يحملن لافتات وباقة من الزهور.
وفي أول مؤتمر صحفي رسمي منذ الاستيلاء الخاطف على كابل، في أغسطس الماضي، أشارت حركة طالبان إلى أنها ستحترم حقوق النساء في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية.