دعت حركة طالبان، الاثنين، الأفراد السابقين في القوات الأفغانية إلى الاندماج بنظام الحكام الجدد، محذرة في نفس الوقت من مغبة أي تمرد يزعزع استقرار البلاد

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي، في العاصمة كابل إن "القوات الأفغانية التي تلقت تدريبات في السنوات العشرين الماضية سيطلب منها الانضمام إلى الإدارات الأمنية إلى جانب أعضاء طالبان".

وأوضح أن أي تمرد ضد حكمها "سيتلقى ضربة قاسية"، بعدما أعلنت في وقت سابق أنها استولت على وادي بنشير، آخر معاقل المقاومة ضد الحركة الإسلامية.

وتؤوي هذه المنطقة الجبهة الوطنية للمقاومة، وهي معقل مناهض لطالبان منذ زمن طويل، وقد ساهم القائد أحمد شاه مسعود في جعلها معروفة في أواخر التسعينات، قبل أن يغتاله تنظيم القاعدة عام 2001.

وتضم الجبهة الوطنية للمقاومة، بقيادة أحمد مسعود نجل القائد مسعود، عناصر من ميليشيات محلية، وكذلك عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية التي وصلت إلى الوادي عندما سقطت سائر الأراضي الأفغانية بين أيدي طالبان.

لكن مجاهد قال في المؤتمر الصحافي: "الإمارة الإسلامية حساسة جدا إزاء حركات التمرد. كل من يحاول بدء تمرد سيتلقى ضربة قاسية. لن نسمح بتمرد آخر".

وبعد ثلاثة أسابيع من الاستيلاء على السلطة لكن بدون إعلان تشكيلة حكومية حتى الآن، قال مجاهد إن نظاما "مؤقتا" سيعلن أولا للسماح بإجراء تغييرات.

وأوضح مجاهد قائلا: "اتخذت قرارات نهائية، ونحن نعمل الآن على المسائل التقنية". وتابع "سنعلن الحكومة الجديدة حالما يتم حل المسائل التقنية".

وينتظر أن تضع طالبان اللمسات الأخيرة على شكل نظامها الجديد، بعد ثلاثة أسابيع على سيطرتها السريعة على كابل التي يشير محللون إلى أنها شكلت مفاجأة حتى بالنسبة إلى الحركة ذاتها.

وفي وقت سابق من اليوم أعلن مجاهد، في بيان، السيطرة على بنشير، قائلا: "مع هذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب. سيعيش الناس الآن بحرية وسلام وازدهار".

وفي المقابل، أكدت الجبهة الوطنية للمقاومة أن المعركة ضد طالبان "ستستمر" في وادي بنشير، وقالت إنها تسيطر على "مواقع استراتيجية" في الوادي، مضيفة أن "النضال ضد طالبان وشركائها سيستمر".

وكانت الجبهة أشارت إلى مقتل المتحدث باسمها فهيم دشتي والجنرال عبد الودود زاره في المعارك الأخيرة.