ما زال هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي، يثير مفاجآت، ويكشف أسرارا وكواليس عن نجاح المعتقلين الستة في التحرر من الأسر.
ومع توارد الأسئلة المعلقة حول تنفيذ الهروب الهوليوودي غير المسبوق من السجون الإسرائيلية محكمة الحراسة، تتسرب بعض الإجابات التي تكشف بعض أبعاد الصورة، وترتب زوايا المشهد، ليقترب من المنطق.
وبتتبع التسلسل الزمني للهروب، كما كشفته تحقيقات أولية وتقارير إعلامية عبرية اطلعت عليها "العين الإخبارية"، بعد يوم من انتشار واقعة الهروب المثير، تقترب الحقيقة، كاشفة ضباب الخيال.
ففي الساعة 1:30 فجرا كان 6 معتقلين فلسطينيين يخرجون الواحد تلو الآخر من فتحة على بعد أمتار من سجن جلبوع الإسرائيلي.
فكيف نجا الأسرى من برج المراقبة؟
الإجابة توصل إليها تحقيق إسرائيلي أولي كشف أنه في نفس الوقت الذي خرج فيه الأسرى من الفتحة الصغيرة، كانت الحارسة التي أوكل إليها أمر المراقبة في برج الحراسة المرتفع والمطل على مكان تلك الحفرة تغط في نوم عميق،
هنا بقيت كاميرات البرج تعمل دون رقيب، وثقت كل شيء، لكن بعد أن فات الأوان، فالحارسة من برجها العالي أطبق عليها النوم، وزملاؤها داخل السجن لم يلاحظوا عملية الفرار مثلها.
نوم الحارسة الغريب الذي أغمض عين سلطات السجن الأشد إحكاما في إسرائيل، أكدته قناة "إسرائيل 24"، وقالت: "وفقا لمعطيات التحقيقات الأولية، فإن السجانة التي قامت بالحراسة في برج السجن غفت خلال ورديتها".
أما الهيئة العامة للبث الإسرائيلي فقالت: "يستدل من التفاصيل أن كاميرات المراقبة وثقت عملية الفرار غير أن السجانين لم يتابعوا الكاميرات في الوقت الفعلي".
عملية البحث الكبرى
على أثر هذا الإعلان من قبل سلطة السجون، استنفرت الشرطة قواتها بحثا عن المعتقلين.
وقالت القناة الإسرائيلية (13): "تم نشر أكثر من 200 حاجز في أنحاء إسرائيل بهدف إلقاء القبض على السجناء الستة، الذين فروا من سجن جلبوع".
وأضافت أن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، والشرطة وقوات حرس الحدود، انتشرت في كل أنحاء البلاد، والتي تنفذ عمليات تقصي وتفتيش وتشارك بعملية مطاردة الهاربين، مع حفاظهم على جهوزية أمنية عالية لأي عملية من الممكن أن ينفذها الفارون".
من جهتها قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش أقام الكثير من الحواجز في الضفة الغربية، في محاولة لمنع المعتقلين من العبور عبر حدود الأردن.