هروب "هوليوودي" من سجن إسرائيلي يبوح أبطاله من الأسرى الفلسطينيين بحيثيات ما تلاه من أحداث محشورة بين مسجد وفاكهة وحلم.
محمد ومحمود عارضة؛ اثنان من بين 4 أسرى أعادت إسرائيل اعتقالهم عقب هروب يحاكي أفلام الحركة من سجن جلبوع شديد التحصين، من بين 6 نجحوا في الفرار عبر نفق أرضي.
الأسيران تحدثا عن تفاصيل الأيام التي تلت "الهروب العظيم" كما يصطلح فلسطينيون على تسميته.
عارضة كانا يتحدثان للمرة الأولى إلى محاميهما خالد محاجنة ورسلان محاجنة، فجر الأربعاء، بعد أن سمحت السلطات الإسرائيلية باللقاء معهما.
وتحدث المحاميان محاجنة للصحفيين عن تفاصيل ما استمعا إليه من موكليهما اللذين لا يزالان قيد التحقيق من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".
"لم يشربا نقطة ماء"
وقال المحامي خالد محاجنة إن "محمد عارضة وزكريا الزبيدي لم يشربا خلال أيام حريتهما نقطة ماء واحدة، ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير".
وأضاف أن "قوات إسرائيلية كادت تنهي تمشيطها لمكان كان يختبئ فيه محمد عارضة وزكريا الزبيدي، لكن تم العثور عليهما بالصدفة عندما مد أحد عناصرها يديه وأمسك بمحمد".
وتابع: "الأسير محمد عارضة ذاق فاكهة الصبر (التين الشوكي) من أحد بساتين مرج بن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً، وذلك خلال تحرره لأيام من سجن جلبوع".
كيف تم الاعتقال؟
أما المحامي رسلان محاجنة فيروي تفاصيل ما حدّثه به الأسير محمود عارضة خلال زيارته.
ونقل عن الأسير: "حاولنا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا نعرض أي شخص للمساءلة".
مستطردا "كنا الأسرى الـ6 مع بعضنا حتى وصلنا قرية الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا لمجموعات تضم كل واحدة منها اثنين".
وتابع عارضة: "حاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات وتشديدات أمنية كبيرة"، مشيرا إلى أنه "تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال".
وشدد على أنه "لم تكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية".
انطلاق شارة الحفر
وأوضح "بدأنا الحفر في ديسمبر/كانون الأول 2020، حتى هذا الشهر"، مضيفا: "كان لدينا خلال عملية الهرب راديو صغيرا، وكنا نتابع ما يحصل في الخارج".
وأردف: "تجولتُ في فلسطين المحتلة عام 48 وكنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي"، و"تأثرنا كثيراً عندما شاهدنا الحشود أمام الناصرة، أوجه التحية لأهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً".
ومضى قائلا: "استمر التحقيق معي منذ لحظة اعتقالنا وحتى الآن، أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة".
واعتبر أن "ما حدث إنجازا كبيرا، وأنا قلق على وضع الأسرى وما تم سحبه من إنجازات للأسرى، وأحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم المشرفة".
ولفت المحامي إلى أن "الأسير محمد عارضة يرفض التهم الموجهة إليه، ويلتزم الصمت رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط".
بدوره، كشف محامي هيئة شؤون الأسرى خالد محاجنة بعد زيارة الأسير محمد عارضة أن الأخير "تعرض للضرب والتعذيب ولم يسمح له منذ الاعتقال بالنوم سوى 10 ساعات"، كما أكد أنه حُرم من الطعام، ويُحتجز حاليا داخل زنزانة صغيرة تخضع لمراقبة كبيرة.
ونوه بأن "الأسير محمد عارضة يمر برحلة تعذيب جداً قاسية، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ورطم رأسه بالأرض، ولم يتلق علاجا حتى اللحظة، ويعاني من جروح في كل أنحاء جسمه أصيب بها أثناء مطاردته وزكريا الزبيدي من قبل القوات الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "أحد المحققين قال لمحمد عارضة: (أنت لا تستحق الحياة وتستحق أن أطلق النار على رأسك)".