العين الاخبارية
قالت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، إنها وثقت ما لا يقل عن 72 حالة وفاة مشتبه بها لمعتقلين في سجون إيران خلال العقد الماضي.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها نشرته باللغة الفارسية وتابعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "منذ يناير/ كانون الثاني 2010، حدثت 72 حالة وفاة على الأقل في 42 سجنًا ومركز احتجاز في 16 محافظة إيرانية".
ونشرت المنظمة تقريرها بعدما أبلغت منظمات حقوقية إيرانية، أمس الثلاثاء، عن تسجيل حالة وفاة أخرى مشبوهة في السجون الإيرانية للسجين السياسي الكردي ياسر منغوري، الذي توفي في سجن استخبارات أورمية أثناء تعذيبه.
وقالت العفو الدولية "وفقاً لتقارير موثوقة، حدثت هذه الوفيات الـ72 نتيجة التعذيب أو الاستخدام المميت للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع من قبل رجال الأمن".
وأضاف البيان أنه "منذ ذلك الحين، لم يتم تحميل أي مسؤول إيراني مسؤولية هذه الوفيات، وهذا يعكس التاريخ الطويل للجمهورية الإيرانية في الحفاظ على القتلة في مأمن من العقاب".
وتابعت العفو الدولية، "قبل أسابيع قليلة فقط، قدم شريط فيديو صدر من سجن إيفين سيئ السمعة أدلة مقلقة على تعرض السجناء للضرب والتحرش الجنسي وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة للسجناء على أيدي سلطات السجن".
وأوضحت أن "15 حالة وفاة نجمت عن استخدام الأسلحة النارية أو الغاز المسيل للدموع خلال احتجاجات السجناء على انتشار كورونا وانعدام الصرف الصحي في السجون الإيرانية"، مضيفة أن "11 حالة وفاة حدثت من دون تفاصيل عن الأسباب المحتملة".
ومضت قائلة إن "عشرات الوفيات لأشخاص رهن الاحتجاز بعد حرمانهم من الرعاية الطبية، غير مدرجة في هذه القائمة"، مضيفة أنها "لا تزال تحقق في هذه الحالات".
وتُظهر أبحاث منظمة العفو الدولية أن أفراد عائلات الأشخاص الذين يموتون في ظروف مريبة يتعرضون لمجموعة متنوعة من التهديدات والمضايقات من قبل عملاء المخابرات والأمن.
وقالت العفو الدولية إنها "تلقت معلومات وبيانات من عائلات الضحايا، فضلاً عن مصادر حقوق الإنسان المستقلة، تؤكد أن من بين 46 حالة وفاة حدثت بسبب التعذيب الجسدي أثناء الاحتجاز، كان ما لا يقل عن 36 حالة منها في المرحلة الأولية من التحقيق".
وطالبت العفو الدولية إلى جانب تسع منظمات أخرى لحقوق الإنسان، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إنشاء "آلية تحقيق وخاضعة للمساءلة لجمع الأدلة والوثائق المتعلقة بآخر الجرائم الدولية المرتكبة في إيران والحفاظ عليها وتحليلها في المحاكمات الجنائية".
وكانت منظمة "هنجاو" المعنية بحقوق برصد واقع حقوق الأكراد في إيران، قالت أمس الثلاثاء، إن "المعتقل السياسي ياسر منغوري من أهالي مدينة بیرانشهر التابعة لمحافظة اذربايجان الغربية، فارق الحياة بسبب التعذيب الذي تعرض له من قبل مسؤولي السجن".
أشارت المنظمة إلى أن "منغوري فارق الحياة في 8 من أيلول/سبتمبر الجاري أثناء تعذيبه داخل السجن المركزي لمدينة أرومية"، مضيفة أن "منغوري جرى اعتقاله في 17 من يوليو/تموز الماضي؛ بتهمة الانتماء إلى أحزاب كردية معارضة لإيران".
من جهتها، نفت عائلة ياسر منغوري أن يكون ياسر كان مسلحا وقت اعتقاله، وقالت "إنه اعتقل بعد مغادرته المنزل".
فيما قالت هبة مرايف، مدير شؤون الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية في حديث لموقع إذاعة "فردا" الإيراني المعارض، إن "نبأ وفاة ياسر منغوري أمس في ظروف مريبة تظهر مرة أخرى كيف تصاعدت أجواء الإفلات من العقاب في أيدي قوات الأمن لحرمان السجناء من حقهم في الحياة دون خوف من الانتقام".
وأضافت مرايف "إن الرفض المنهجي للسلطات لإجراء أي تحقيق مستقل في الوفيات أثناء الاحتجاز هو مظهر مرير لتطبيع الحرمان التعسفي من الحق في الحياة من قبل المسؤولين الحكوميين".