الحرة
انتقد حلفاء معارض الكرملين البارز، آليكسي نافالني، تطبيق "تيليغرام"، السبت، بفرض الرقابة على الانتخابات الروسية، وذلك بعد أن حذت الشركة القائمة عليه حذو كل من غوغل وآبل بعرقلة وصول أنصار نافالني إلى حملتهم المعنية بالانتخابات البرلمانية الروسية.
واتهم النشطاء كل من آبل وغوغل فعلا بالانصياع لضغوط الكرملين، وذلك بعد إزالتهم التطبيق التابع لأنصار نافالني من متاجرها، معرقلة آمالهم باستخدامه ضد الحزب الحاكم في الانتخابات.
ويعمل التطبيق الذي بات محظورا على تقديم توصيات مفصلة بشأن من يستحق التصويت، في محاولة لتحدي الحزب الحاكم، الداعم للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
من جهته، أوضح مؤسس "تيليغرام"، بافيل دوروف، أن منصته ستحظر خدمات الحملات الانتخابية، بما فيها تلك التي يستخدمها حلفاء نافالني لتقديم توصياتهم للناخبين.
وأكد أن القرار اتُخذ في ضوء الحظر الروسي للحملات بمجرد فتح أبواب الاقتراع، الأمر الذي اعتبره شرعيا ويحاكي إجراءات تتخذها العدد من الدول الأخرى.
ولم تتردد المتحدثة باسم نافالني، كيرا يارمش، بإدانة هذه الخطوة.
وقالت يارمش عبر حسابها على تويتر "إنه عار حقيقي عندما تُفرض الرقابة من قبل شركات خاصة يُزعم أنها تدافع عن أفكار الحرية".
أما الحليف السياسي لنافالني، إيفان زدانوف، فصرح بأنه لا يصدق التبرير الذي قدمه "تيليغرام"، ولفت إلى أن تلك الخطوة بدت كما لو كان قد تم الاتفاق عليها بشكل ما مع السلطات الروسية.
ورغم ذلك، قلل معسكر نافالني من شأن الخطوة، واعتبروا أنها لم تكن ضربة قاضية لهم، لا سيما وأن التوصيات الخاصة بهم متاحة في مواقع أخرى على منصات التواصل الاجتماعي.
وتسعى روسيا منذ سنوات إلى فرض سيادتها على الجزء الخاص بها من الإنترنت، حيث يتواجد مناهضو الكرملين ووسائل الإعلام التي تنتقد بوتين.
ويأتي التصويت بالانتخابات، الذي بدأ الجمعة وينتهي الأحد، في أعقاب أكبر حملة قمع لخصوم الكرملين المحليين منذ سنوات.
وعلى نطاق واسع، يُنظر للانتخابات التشريعية الروسية على اعتبارها جزءا مهما من مساعي بوتين لتعزيز قبضته على السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة 2024، والتي تعد السيطرة على البرلمان مقدمة أساسية لها.
وتعرضت شركتا آبل وغوغل لضغوط على مدى الأسابيع الأخيرة، إذ حث مسؤولون روس الشركتين على إزالة التطبيق، الذي يشمل نظام التصويت الذكي، وزعموا أن عدم الامتثال سوف يفسر بأنه تدخل في أعمال الانتخابات، وهددوا بفرض بغرامات.
وكانت الخارجية الروسية قد استدعت السفير الأميركي، جون سوليفان، الأسبوع الماضي، لإيضاح الموقف. كما وجهت دعوة، الخميس، لممثلين عن شركتي أبل وغوغل، لحضور اجتماع في "مجلس الاتحاد" الغرفة العليا في البرلمان الروسي.
وقال المجلس في بيان بعد الاجتماع، إن شركة آبل وافقت على التعاون مع السلطات الروسية.