بعد وقت قصير من الساعة السادسة من مساء اليوم، تنشر معاهد الاقتراع توقعاتها لنتائج الانتخابات الألمانية، لكنها ستكون مختلفة هذا العام.
وتستند هذه النتائج إلى استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الانتخابات للأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع، فيما بات يعرف بـ"استطلاعات الخروج".
وفي هذا الإطار، يقول عالم الرياضيات والإحصاء، البروفيسور كريستيان هيس من جامعة شتوتغارت: "استطلاع الخروج يجب أن يضمن وجود عينة تمثيلية للناخبين بالكامل".
وتابع: "لذلك، لا يمكن أن تستند استطلاعات الخروج إلى عينة تمثيلية في ظل عدم احتوائها على نتائج تصويت البريد".
معضلة البريد
عالم الرياضيات أوضح أيضا أنه "في هذه الانتخابات التي تأتي في وقت تفشي كورونا، سيكون هناك أصوات بريدية أكثر من أصوات مراكز الاقتراع"، مضيفا "التوقعات تشير إلى تصويت من 50 إلى 60 بالمائة من الناخبين بالبريد.. أكثر بكثير من الانتخابات الفيدرالية الأخيرة في 2017".
ووفق مسح طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة دي فيلت الألمانية، التي أجرته، فقد أرسلت مدينتا فرانكفورت وبريمن ضعف عدد وثائق التصويت البريدية التي أرسلتها في نفس الوقت قبل الانتخابات الفيدرالية الأخيرة في 2017.
وفي مدن كبرى أخرى مثل دوسلدورف وميونيخ وبرلين، تقدم عدد أكبر بكثير من الناس بطلب للتصويت عبر البريد.
وفي هامبورغ، على سبيل المثال، جرى إرسال أكثر من نصف مليون وثيقة تصويت عبر البريد، وهو ما يعادل حوالي 40 بالمائة من المؤهلين للتصويت في المدينة، وفق الصحيفة ذاتها.
لكن هناك مؤشرات تجعل عملية توقع نتائج تصويت البريد ممكنة، إذ يقول هيس "ناخبو البريد ليسوا من بين أولئك الذين لم يقرروا مصير أصواتهم حتى النهاية.. وفي بعض الأحيان، يعرفون بالفعل كيف سيصوتون قبل أسابيع من يوم الانتخابات".
وتابع "ربما هذا هو السبب في أن نسبة الناخبين المتأرجحين بينهم أقل مما هي بين الناخبين المباشرين ويملكون روابط حزبية أقوى من الناخبين المباشرين".
مستدركا "لكن هناك فجوة بين المناطق الحضرية والريفية.. في الدوائر الانتخابية الحضرية، يعتبر التصويت البريدي أكثر شيوعًا. في المتوسط"، مشيرا إلى "ناخبي البريد يتمتعون بمستوى تعليمي أعلى من الناخبين المباشرين".
"دقة النتائج الأولية"
لذلك، لفت عالم الرياضيات الألماني إلى أنه "من المرجح أن تكون توقعات الساعة السادسة من مساء يوم الانتخابات، والتي تستند فقط إلى استطلاعات الرأي عند الخروج، غير دقيقة".
ويوضح هيس: "من أجل تحسين توقعاتها وتفادي استطلاعات الخروج الخاطئة اليوم، تحاول معاهد المسح في الوقت الحالي تقدير السلوك الانتخابي للناخبين عبر البريد، على عدة أسس منها الاستطلاعات قبل يوم الانتخابات".
وبصفة عامة، من المقرر أن تبدأ نتائج وإحصاءات التصويت الرسمية في الظهور عقب استطلاعات الخروج، نظرا للتنظيم الكبير لعملية فرز الأصوات.
ويبدأ فرز الأصوات البريدية مساء يوم الانتخابات في الساعة 6 مساءً، بالتزامن مع فرز أصوات مراكز الاقتراع.
وبيّن المسؤول الفيدرالي جورج تيل "هناك مركز فرز لأصوات الاقتراع المباشر، ومراكز منفصلة أخرى لأصوات البريد"، مضيفا "هذا يعني وجود عدد كاف من العاملين في الانتخابات الذين يهتمون فقط بفرز الأصوات البريدية بداية من الساعة 6 مساءً".
ووفق عالم الرياضيات هيس، تعمل مراكز الرصد والاستطلاعات، على معالجة نتائج البريد بشكل سريع جنبًا إلى جنب مع نتائج مراكز الاقتراع، وتقديم توقعات أكثر دقة ساعة بساعة.
حسابات معقدة
ويجمع النظام الانتخابي الألماني بين نظامي القائمة النسبية والمقاعد الفردية، ولكل ناخب صوتين؛ الأول لاختيار قائمة حزبية عن الولاية، والثاني لانتخاب مرشح فردي مباشر في الدائرة التي يصوت فيها.
ولكي يضمن أي حزب سياسي دخول البرلمان، لابد أن يتجاوز عتبة تصويتية من الأصوات الأولى "أصوات القائمة النسبية"، تقدر بـ5% من إجمالي الأصوات على المستوى الفيدرالي.
وفي حال لم يتمكن الحزب من تجاوز هذه العتبة، توزع أصواته على الأحزاب الأخرى التي تتصدر السباق.
وفي حال عدم تجاوز العتبة البرلمانية في التصويت النسبي، فإن الحزب لا يزال يملك فرصة في امتلاك تمثيل في البرلمان، إذا حصل على 3 مقاعد في التصويت الفردي.
هذه الطريقة المعقدة في حساب الأصوات، وتداخلها وإعادة توزيعها، تزيد من. عدد مقاعد البرلمان عن العدد الطبيعي والمحدد له بـ "598"، حيث وصل في البرلمان المنتهية ولايته إلى 709 مقعدا.