العربية"لا أنسى ما حدث لي منذ مارس الماضي. أتذكر كل التفاصيل، فقد عاملوني كحيوان (...) أعترف أني قمت بأعمال شغب، لكنها كانت الطريقة الوحيدة للكشف عما لحق بي من ظلم في مكان عاملوني فيه بوحشية، والأفضل أن يسموه غوانتانامو المريخ" وفقا لما كتب مغربي، ثلاثيني العمر، سموه A فقط بوسائل إعلام كورية جنوبية، ألمت "العربية.نت" من ترجمة ما ورد عنه فيها، بعد كتابة 모로코 난민 화성 أو "لاجئ مغربي في هواسونغ" بخانات البحث في مواقعها.

والمقصود من "هواسونغ" هو مركز للأجانب في مقاطعة Gyeonggi بالشمال الكوري الجنوبي، حيث كبلوه بوضعية يسمونها "كسر الروبيان" وبقي في حجر صحي لساعات عدة، وفقا لما ورد في مؤتمر صحافي احتجاجي عقدته جماعة لحقوق الإنسان الأربعاء الماضي، وطالبت فيه الحكومة الكورية بمعاقبة المسؤولين عما تعرض له A من تعذيب جسدي- نفسي، نراه بوضوح في فيديو حصل عليه محاميه، ومعروض أدناه، وفيه نجده مكبلا من الخلف بوضعية الانحناء، كما الروبيان، حيث بقي مغطى الوجه بشبكة طوال 4 ساعات و24 دقيقة يوم 10 يونيو الماضي وحده.

ورد أيضا في موقع "هسبريس" الإخباري المغربي، معلومات نشرها الخميس الماضي، وملخصها أن الفيديو "أثار ضجة وجدلا واسعا"، حيث كشف مصدر دبلوماسي للموقع، أن المقطع يعود إلى يونيو الماضي (لكن الفيديو وما حدث للمغربي، اتضح منذ يومين فقط) وفور علم سفارة المغرب لدى كوريا الجنوبية بالأمر، قامت بما يلزم في مثل هذه الحالات، من ربط الاتصال عبر القنوات الدبلوماسية" (أي وزارة الخارجية الكورية ومركز اللاجئين حيث يحتجزون اللاجئ المغربي).

ورد في "هسبريس" أيضا، أن مصادر كورية جنوبية، ذكرت أن الحالة التي ظهر فيها المغربي ويداه مقيدتان خلف ظهره ورأسه مغطى ورجلاه مقيدتان أيضا جاءت كرد فعل على "أعمال عنف قام بها داخل المركز" المحتجز فيه بظروف غير إنسانية منذ 6 أشهر، وأن المصادر ذاتها أشارت إلى أنه "احتج على سوء الأوضاع، وطلب مرارا العلاج الطبي للأمراض العقلية والجسدية التي كان يعاني منها، لكن طلباته رُفضت (..) وبعد خلافات عنيفة مع ضباط المركز تم وضعه بالحبس الانفرادي".

"أتذكر كل من عذبني في المأوى"

وذكرت صحيفة Hankyoreh الكورية في موقعها أمس الجمعة، أن مجموعات حقوق الإنسان انتقدت تفسير الملجأ بأن A يقوم بأعمال شغب ويؤذي نفسه، على حد ما ذكر محاميه "هوانغ بيل-كيو" المنتدب من مؤسسة المصلحة العامة وقانون حقوق الإنسان، شارحا أن A كان يشعر بألم أسنان شديد، وطلب علاجا خارجيا لخلع أحد أسنانه، لكن طاقم الملجأ رفض طلبه، ونقله إلى زنزانة انفرادية، حيث عانى من الألم طوال يوم كامل، إلى درجة تركوني وحدي شرب معها زجاجتي شامبو، بحسب ما رأوه في تصوير لكاميرا مراقبة داخلية، عندها نقلوه إلى أحد المستشفيات، ولما عاد منه، تم حبسه ثانية في الزنزانة طوال 5 أيام من إبريل الماضي.

ونقلت الصحيفة، أن A كتب أيضا لجمعيات حقوق الإنسان، أن "الانتهاكات تحدث في المركز كل ساعة، كل دقيقة، كل لحظة (..) نحن محبوسون في غرفة واحدة كالحيوانات بأقفاص، وطوال 24 ساعة في اليوم. وها قد مرت 7 أشهر منذ أن كنت هنا، إلى أن قمت بشغب وأحدثت ضجة. أعترف بذلك، لكنها كانت الطريقة الوحيدة للكشف عن عنف ظالم مررت به. أتذكر وجوه الجميع، وكل من عذبني في مأوى المريخ. هذا المكان الذي يساعد ويخفي العنف يجب أن يسموه غوانتانامو المريخ" كما قال.