"هراء كبير "، هكذا وصف سفير تل أبيب بروسيا مزاعم إيران بوجود عسكريّين إسرائيليّين، بإقليم قره باغ، في خضم أزمة متعددة الأضلاع بالمنطقة.
ونقل الإعلام الروسي عن سفير إسرائيل في موسكو بين تسفي، نفيه مزاعم وجود عسكريين إسرائيليين في الإقليم، واصفا الأمر بـ"الهراء الكبير والأوهام".
وقال في رد على الصحفيين: "أعتقد أن هذا هراء كبير، لأننا إذا تحدثنا عن إقليم قره باغ، يوجد هناك (العسكريون) الروس والأتراك. لذلك، فأنا أعتقد أن أصحاب الأوهام يمكنهم الادعاء بأن فضائيين من كوكب المريخ يوجدون هناك أيضا"، في سخرية لاذعة من إيران.
وكانت إيران قد زعمت الشهر الماضي في تصريحات للمتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زاده، أنها ترفض أي وجود إسرائيلي قرب حدودها، في اتهام للسلطات الأذرية بالتعاون العسكري مع تل أبيب، في الصراع المحتدم بينها وأرمينيا.
أزمة باكو وطهران
وفي وقت سابق نفت وزارة الدفاع في أذربيجان وجود أي نوع من التعاون العسكري مع إسرائيل، أو استيراد أسلحة من الدولة العبرية، فيما استدعت الخارجية الأرمينية سفيرها في تل أبيب للتشاور، على خلفية اتهام الأخيرة بتزويد باكو بالسلاح.
الشكوى من إيران جاءت من كل الجبهات إذ انتقد الرئيس الأذري إلهام علييف "دخول شاحنات إيرانية إلى منطقة قره باغ" لطهران، فيما صعدت الأخيرة في أزمتها مع باكو بحظر تحليق الطائرات التي تحمل معدات عسكرية أذرية إلى إقليم ناختشيفان الحدودي.
وقال مصدر عسكري أذري، في تصريحات تابعتها مراسلة "العين الإخبارية"، في طهران إن: "إيران أبلغت الجانب الأذري عبر القنوات العسكرية الرسمية بأنها حظرت تحليق الطائرات التي تحمل معدات عسكرية عبر الأجواء الإيرانية للوصول إلى إقليم ناختشيفان الذي يتمتع بحكم ذاتي".
الصراع الإيراني التركي
وكان من المقرر أن تبدأ، أمس الثلاثاء، مناورات عسكرية بين أذربيجان وتركيا في إقليم ناخيتشيفان (جمهورية نخجوان الذاتية) المحاذي للحدود الإيرانية، وتحتاج أذربيجان للوصول إليه المرور عبر إما عبر أذربيجان الغربية التي هي مقاطعة إيرانية، أو عبر أرمينيا.
وفي تصاعد للأزمة أغلقت أذربيجان يوم أمس مكتب علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران في باكو، وقدمت سفارة طهران مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الأذرية.
وبالأسبوعين الماضيين، فجرت بعض التحركات التي قامت بها إيران وتصريحات وتهديدات مسؤولي هذا البلد ضد أذربيجان توترات بين البلدين.
وفي رد حاد على إيران أمس، شدد الرئيس الأذري إلهام علييف على أن علاقات بلاده مع دولة أخرى (إسرائيل) لا علاقة لها بإيران، معتبرا أن المسؤولين الإيرانيين يجب أن يحاسبوا على افتراءاتهم وتهديداتهم.
ويبدو أن مواقف التصعيد الصادرة من طهران، بشقيه السياسي والعسكري، تهدف إلى الدخول في حرب مع أذربيجان الحليفة العسكرية مع تركيا، التي تمتلك علاقات مع إيران لكنها منافس قوي لها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.