فيما تمضي الأسابيع منذ أغسطس الماضي، دون عودة آلاف الفتيات الأفغانيات إلى مقاعد الدراسة لاسيما في الأقسام المتوسطة والثانوية، سجلت بعض المناطق في شمال البلاد اختراقات.

إذ سمحت الحركة المتشددة التي سيطرت على البلاد منذ أغسطس الماضي بعودة الفتيات إلى المدارس المتوسطة والثانوية واستئناف الدراسة في عدة مقاطعات شمالية، إلا أنها منعتها عن العاصمة كابل وبعض مناطق الجنوب والشرق، التي تعتبر أكثر تحفظاً.

فقد أفاد مسؤولون محليون ومن الحركة أيضا بأن المدارس الثانوية للفتيات في أربع مقاطعات شمالية أعادت فتح أبوابها، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

ففي مقاطعتي بلخ وقندز، اللتين تضمان أكبر مدينتين في الشمال هما مزار الشريف وقندز، أعيد فتح المدارس للفتيات المراهقات منذ حوالي الشهر.



كذلك الأمر بالنسبة لمقاطعتي سار إي بول وجوزجان.

وقد نقل أشخاص حضروا اجتماعات الحركة مع مسؤولي تلك المدارس، بأن قادة طالبان المحليين طلبوا من المديرين إعادة الفتيات إلى الدراسة.

اقرعوا أبواب الطالبات

إلى ذلك، طلب مسؤول في الحركة في ولاية بلخ، من المعلمين إقناع الفتيات بالعودة، وسط تردد عدد كبير من الأسر خوفاً من عناصر طالبان وسياساتهم المتشددة، فضلاً عن أن العديد من العائلات فرت من منازلها.

وقال المسؤول، بحسب ما أكد معلم اطلع على الاجتماع: "اذهبوا واقرعوا أبواب الطالبات اللواتي لا يحضرن الفصول، واطلبوا منهن الحضور إلى المدرسة".



قرار لم يعمم

إلا أن تلك الخطوات أو القرار الذي لم يتم الإعلان عنه على نطاق واسع، لم ينسحب على غير هذه المقاطعات أو حتى العاصمة الأفغانية.

إذ لا تزال أبواب المدارس في كابل مغلقة أمام الفتيات والطالبات، دون معرفة تاريخ استئناف الدراسة، على الرغم من أن الذكور عادوا إلى مدارسهم منذ سبتمبر الماضي.

يذكر أنه منذ تسلم طالبان السلطة منتصف أغسطس الماضي، رسمت أسئلة كثيرة حول توجهات الحركة، فيما يتعلق بحقوق المرأة والنساء في البلاد، لاسيما بعد أن أعلنت في سبتمبر أنها ستسمح بعودة الطلاب والمعلمين الذكور إلى المدارس فقط، فيما بقيت المعلمات والطالبات في البيوت.



كما عمدت الحركة خلال الفترة الماضية إلى الطلب من بعض الموظفات في المؤسسات العامة البقاء في منازلهن، وقد أثارت تلك الخطوات قلق آلاف الأفغانيات، فضلاً عن تنديد المنظمات الحقوقية الدولية.

لاسيما أن لطالبان تاريخا قمعيا في ذاكرة العددي من الأفغانيات. فخلال فترة الحكم الأولى لها من 1996 إلى 2001، استبعدت الحركة النساء إلى حد كبير من الحياة العامة، ولم يكنّ قادرات حتى على مغادرة منازلهن إلا فيما ندر.

كما حرمن من التعليم والسفر، فضلاً عن العمل في معظم الوظائف والقطاعات.