العين الإخبارية
تواصلت في تركيا ردود فعل المعارضة الرافضة لقرارات الرئيس رجب طيب أردوغان التي أطاح فيها بمسؤولين في البنك المركزي.

وأقال الرئيس أردوغان ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي دفعة واحدة دون تبرير للقرار.

وقالت سيلفا دميرالب، مديرة منتدى البحوث الاقتصادية بجامعة كوج والخبيرة الاقتصادية السابقة في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي "هذه التبديلات المتكررة لأعضاء لجنة صنع القرار بالبنك المركزي تؤكد رسالة مفادها أن البنك المركزي التركي ليس مستقلا ويخضع لضغوط سياسية هائلة".

وقالت الجريدة الرسمية إن أردوغان عزل 3 أعضاء في لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي وعيًن عضوين جديدين مكانهما.

وانتقد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" المعارض، قرارات الإقالة، متسائلا "هل ذلك سيصلح ما أفسده أردوغان بجهله في الاقتصاد؟".

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وأوضح القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، ورئيسه، إن الأشخاص المقالين لم يمض على تعيينهم سوى 5 أشهر فقط.

وتابع موجهًا سؤاله للحكومة برئاسة أردوغان "أتعتقدون أن تغيير مستشاري رئيس البنك المركزي الذي قمتم بتعيينهم قبل خمسة أشهر فقط سيحل جهلكم؟ هل سيدفع الشعب ثمن جهلكم للعلاقة بين الفائدة وأسعار العملات الأجنبية أمام الليرة والتضخم؟ كفاكم هذا! لا تدمروا مستقبل الشعب”.

أردوغان محافظًا للبنك المركزي

بدوره وعلى سبيل السخرية والتهكم، دعا علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم"، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الرئيس أردوغان إلى تنصيب نفسه محافظًا للبنك المركزي، مثلما فعل من قبل مع صندوق الثروة السيادي.

جاء ذلك في تغريدة نشرها باباجان أيضًا على حسابه بـ"تويتر"، شدد فيها على "ضرورة أن يكون البنك المركزي التركي يكون مستقلا"، مضيفًا "لكنه أصبح لعبة في يد شخص واحد."

باباجان الذي تولى في السابق منصب وزير الاقتصاد دعا الرئيس أردوغان للتوقف عن إلحاق الضرر بالبلد بقرارات يصدرها منتصف الليل.

معارضة أردوغان

وذكرت العديد من وسائل الإعلام أن قرارات الإقالة سببها معارضة السياسة النقدية التي يتبعها الرئيس التركي.

ويقول محللون إن تيسير السياسة النقدية هو دليل جديد على تدخل سياسي من الرئيس أردوغان، وهو معارض قوي لأسعار الفائدة المرتفعة دأب على المطالبة بتحفيز نقدي على الرغم من صعود حاد في الأسعار وارتفاع نسبة التضخم أيضا إلى مستويات قياسية.

وذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر، أن الرئيس التركي استشاط غضبا لأن تيسير السياسة النقدية استغرق وقتا طويلا وأنه يفقد الثقة في شهاب كافجي أوغلو بعد أقل من سبعة أشهر من عزل سلفه.

ومن غير المستبعد أن يلجأ مجددا إلى عزل المحافظ الجديد لتحميله مسؤولية الإخفاق في كبح نسبة التضخم وانهيار الليرة، وهو نهج دأب عليه أيضا كلما أراد الهروب إلى الأمام والتملص من مسؤوليته في ضرب العملة الوطنية.