عقب زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، مؤخرا إلى موسكو، نشرت صحيفة "إزفستيا" الروسية مقالا للخبير العسكري الروسي أندريه فيرلوف سلط الضوء من خلاله على آفاق المحادثات بين إيران وروسيا بشأن محاولة إيران شراء الأسلحة من روسيا.
إلى هذا، طلب باقري، خلال زيارته، شراء أحدث الطائرات الروسية، بما في ذلك طائرات مروحية ومقاتلات، وتفاوض مع مسؤولين عسكريين روس بغية إبرام صفقات لتحديث القوة الجوية الإيرانية.
"لا تمتلك المال"
وقالت الصحيفة الروسية "عبرت إيران منذ عدة سنوات عن رغبتها في شراء أنظمة أسلحة روسية، ولدى إيران قائمة طويلة من الأسلحة المطلوبة، لكنها لا تملك المال لتغطية هذا الحجم من الطلبات، كما لا تملك إيران الأموال الكافية لشراء نماذج أسلحة روسية حديثة".
مجلة "ذا ناشيونال إنتريست" الأميركية نشرت تقريراً في ديسمبر 2019 ذكرت فيه "يعد سلاح الجو الإيراني على الورق أحد أكبر القوات الجوية في العالم، إذ لديه ما يقارب 350 طائرة مقاتلة، أي أكثر من ضعف عدد المقاتلات لدى سلاح الجو الملكي البريطاني، لكنَّ معظم طائرات إيران من الطراز القديم وعفا عليها الزمن، كما أن الطائرات غير القديمة، فهي مجرد استنساخ لتصميمات قديمة، إذ تضم أسراب سلاح الجو الإيراني مُقاتلات أمريكية من طراز F-14 وF-5 وF-4، وهي من صنع سبعينيات القرن الماضي، كما لديها بعض الطائرات القديمة من طراز MiG-29 وقاذفات سوخوي المُقاتلة التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وبضع طائرات من طراز J-7 اشترتها طهران من الصين في تسعينيات القرن الماضي.
تهديد كبير
أما الصحيفة الروسية قالت إن "القوات المسلحة الإيرانية في حاجة ماسة إلى تحديث وتطوير معداتها العسكرية الموجودة، حيث تواجه تهديدا كبيرا، وأهم تهديد هو احتمال تعرض منشىتها النووية والصاروخية لضربات جوية إسرائيلية والأميركية، نتيجة لذلك، تحتاج طهران إلى مقاتلات حديثة وأنظمة دفاع جوي ومحطات رادار وأدوات حرب إلكترونية، وعلى الرغم من كل المشاكل المالية التي تعاني منها إيران، فمن المحتمل أن تشتري نظاما أو اثنين من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز S-400.
من ينافس روسيا؟
وأضافت "هناك صراعات إقليمية متفاوتة، خاصة في سوريا، وتحتاج طهران إلى طائرات نقل عسكرية وبنادق قنص ومعدات أرضية بالإضافة إلى مقاتلات، كل هذه المعدات تشكل أولوية بالنسبة لإيران".
وخلصت الصحيفة الروسية بالتساؤول "لكن هل هناك دولة قادرة على منافسة مصنعي السلاح الروس في السوق الإيرانية؟"، مضيفة، "في الوضع الحالي، يمكن للصين فقط القيام بذلك، لكن ومع ذلك، من المرجح أن تفضل طهران شراء الأسلحة من روسيا بغية الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع روسيا، لكن كل هذا يتوقف على القدرة المالية لإيران".