إرم نيوز
قال تقرير إخباري أمريكي، إن الهجوم على قاعدة ”التنف“ التي تضم قوات أمريكية في سوريا بطائرات إيرانية مسيرة الأسبوع الماضي، يشير إلى ”احتمال فتح جبهة جديدة في الصراع بين طهران وواشنطن“.
وذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ في تقريرها الذي نشر، أمس الثلاثاء، أن ”الصراع بين الدولتين احتدم لكن ظل منخفض المستوى منذ قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع العام 2015، وإعادة فرض العقوبات على طهران“.
ولفتت إلى أنه ”لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا في قاعدة التنف بالقرب من الحدود الأردنية العراقية“، لكن وسائل الإعلام الموالية لإيران وصفت ذلك الهجوم بأنه ”نصر“.واعتبرته ”واشنطن بوست“ أنه ”أول هجوم كبير على القوات الأمريكية في سوريا من قبل إيران، وأنها أيضا الضربة الأكبر والأكثر تعقيدا ضد القوة الأمريكية الصغيرة نسبيا في سوريا“.
وذكر التقرير، أن ”وسائل الإعلام التابعة لإيران حاولت التقليل من أهمية التورط المحتمل لطهران والميليشيات المتحالفة معها، وأنها بدلا من ذلك وصفت الهجوم بأنه نجاح كبير“، ملمحة إلى أن ”المزيد من الضربات ضد القوات الأمريكية في سوريا ستتبعها“.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير لوكالة أنباء فارس الإيرانية، التي يديرها الحرس الثوري، والتي قالت فيه إن الهجوم على ”البؤرة الاستيطانية الأمريكية أظهر قدرا كبيرا من الجرأة والقوة“ من جانب الحلفاء في سوريا، ومن شأنه أن يغير ميزان القوى هناك“.
وتابعت: ”حتى وقت قريب تم تجاهل الجنود الأمريكيين الذين يقدر عددهم بنحو 900 جندي منتشرين بشكل ضئيل عبر رقعة شاسعة من شمال شرق سوريا، وفي موقعهم الوحيد في أقصى الجنوب في ”التنف“ إلى حد كبير من قبل القوات الإيرانية، والميليشيات المتحالفة معها التي تدعم الحكومة السورية“.
وزادت: ”حتى الآن، لم تظهر الحكومة الإيرانية المتشددة الجديدة أي ميل للعودة إلى المفاوضات النووية“، فيما حذر روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، يوم الإثنين من أن الجهود المبذولة لإقناع طهران بالقيام بذلك قد دخلت ”مرحلة حرجة“.
وقالت الصحيفة: ”كان موقع التنف منذ فترة طويلة مصدر إحباط لإيران، وكذلك للحكومة في دمشق إذ تشير تقارير في وسائل إعلام تابعة لإيران إلى أنه يقع بالقرب من معبر رئيسي على الحدود السورية العراقية، ويقطع طريقا تجاريا رئيسيا بين إيران والعراق وسوريا“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن مايكل نايتس المحلل السياسي في ”معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى“ قوله: ”اعتقد أن إيران تتطلع أيضا إلى موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق في نهاية العام الجاري، وهو ما قد يشكل دافعا آخر لتجدد الضغط على القوات الأمريكية في المنطقة“.
وأضاف: ”مع اقتراب نهاية العام الذي من المفترض أن تغادر فيه القوات العراق، ومع عدم تقدم الاتفاق النووي بشكل جيد، قد نشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بين البلدين“.