ندد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأحد، بـ"هستيريا" تثيرها الولايات المتحدة بشأن "غزو روسي" محتمل لأوكرانيا، بعدما اتّهمت دول غربية موسكو بـ "حشد قواتها" قرب حدود البلد السوفياتي السابق.

وقال بيسكوف للتلفزيون الرسمي الروسي: "تجري إثارة هذه الهستيريا بشكل مفتعل. يتهمنا الذين استقدموا قواتهم المسلحة من الخارج بنشاط عسكري غير عادي على أراضينا".

تصريحات بيسكوف تأتي فيما دقّت دول غربية ناقوس الخطر الأسبوع الجاري، على خلفية أنشطة روسيا العسكرية قرب أوكرانيا، فيما أعربت واشنطن عن "قلق حقيقي" حيال ما وصفته بأنشطة "غير عادية".

كما جاءت تلك التصريحات، بعدما رفض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكين الإفصاح عن مسألة ما إن كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدف لانتزاع أراض من أوكرانيا.

وينخرط الجيش الأوكراني في نزاع ضد موالين لروسيا في منطقتين قرب حدود روسيا منذ العام 2014، بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، في حين تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بـ"إرسال قوات وأسلحة عبر الحدود دعماً للانفصاليين"، وهو ما تنفيه موسكو.

عقوبات "قاسية"

وفي وقت سابق، أفادت شبكة "سي بي إس نيوز" الأحد، بأن مسؤولي الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) حذروا الحلفاء الأوروبيين من "توغل عسكري" روسي محتمل في أوكرانيا، في غضون أسابيع بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، متوعدين بفرض عقوبات "قاسية" على موسكو، إذا تم ذلك.

ووفقاً للشبكة تم تبادل المعلومات الاستخباراتية الأميركية والبريطانية مع أصحاب المصلحة الأوروبيين، إذ أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي مع الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجمعة، محادثات تتعلق بالوضع الأمني ​​في أوروبا الشرقية، بما في ذلك "النشاط الروسي المثير للقلق في المنطقة".

وقال الناطق باسم الأركان المشتركة الكولونيل ديف باتلر في بيان، إن "ميلي شدد على الحاجة إلى استمرار التشاور بين الحلفاء والشركاء الإقليميين، وأعاد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، مؤكداً أن أوكرانيا "شريك رئيسي لحلف شمال الأطلسي ولها دور حاسم في الحفاظ على الاستقرار في أوروبا".

وتأتي مخاوف واشنطن بشأن التوغل المحتمل وسط أزمة قريبة، على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، إذ لم يحدد المسؤولون بعد ما إذا كان هناك أي صلة بين روسيا والوضع على تلك الحدود، حيث تدفق آلاف المهاجرين اليائسين إلى بيلاروسيا من العراق وسوريا واليمن وتجمعوا في ظروف شديدة البرودة في محاولة للوصول إلى بولندا.