العربية.نت

بينما تجددت تظاهرات "العطش" في أصفهان وسط إيران خلال الأيام الماضية، تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن حالات تعذيب من قبل القوات الأمنية.

فقد تداولت أنباء تفيد بأن قوات الأمن الإيرانية قامت باقتلاع أعين محتجين على شح المياه في البلاد، ونشر مراسل شبكة "بي بي سي فارسي" البريطانية، هادي نيلي على صفحته الشخصية في تويتر، تغريدة استهجن فيها ما رآه.

وأكد أنه قرأ كثيراً عن حُكّام إيرانيين ظالمين كانوا يقتلعون عيون أعدائهم في القرون الماضية، إلا أنه لم يتخيّل أن ذلك سيُنفّذ بحق مواطنين إيرانيين بسبب احتجاجات سلمية في أصفهان.

جاء ذلك بينما أدت احتجاجات العطش كما أطلق عليها ناشطون، إلى اعتقال أكثر من 120 مواطناً ممن نزلوا إلى الشوارع، منتقدين سياسة الحكومة، فيما يتعلق بالموارد المائية، هاتفين "الموت للديكتاتور".

ورفع المحتجون شعارات ضد السلطات، وهتفوا السبت الماضي، ثانية "الموت لخامنئي"، رغم المواجهات العنيفة التي اندلعت مع القوات الأمنية، وأدت إلى مقتل متظاهر بالرصاص الحي.

مواجهات وغاز مسيل

وكانت قوات الأمن الإيرانية أطلقت الجمعة الماضية، الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين، زاعمة أن عدداً من المحتجين رشقوا القوات بالحجارة وأضرموا النار بدراجة للشرطة، بحسب ما أفادت وكالة فارس الرسمية.

أتى ذلك، بعد أن تجمع المئات من المزارعين الغاضبين في مجرى نهر زاينده رود الجاف، الذي يعبر وسط المدينة، والذي يعزون جفافه لتحويل السلطات مياهه إلى محافظة يزد المجاورة.

فيما اتهمت السلطات المحتجين باستقدام جرافتين لتدمير خط أنابيب لنقل المياه من أصفهان إلى يزد إضافة إلى ثلاثة خزانات، ما أدى إلى انقطاع مياه الشفة عن عدة مدن في يزد وإصلاحها يتطلب 48 ساعة.

أزمة مريرة

ويحتج المزارعون في إقليم أصفهان منذ سنوات على تحويل المياه من نهر زاينده رود لتزويد مناطق أخرى، مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.

فيما تنحى السلطات الإيرانية باللائمة في نقص المياه على أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 50 عاما، أما المنتقدون فيؤكدون أن السبب يعود إلى سوء الإدارة، بحسب ما أفادت رويترز.