العربيةعلى وقع التوتر المتصاعد والخلاف المستمر بشأن ملف أوكرانيا، دعت موسكو اليوم إلى إجراء مفاوضات فورية مع حلف الأطلسي حول أمن البلاد، بحسب ما أفاد الكرملين في بيان اليوم الثلاثاء.

فقد طالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإجراء محادثات "فورية" مع الناتو والولايات المتحدة بشأن الضمانات التي ستمنح لروسيا حول أمنها، على خلفية التوترات حول أوكرانيا.

كما شدد على ضرورة انطلاق تلك المناقشات أو المفاوضات بشكل عاجل، من أجل الغوص في ملف أوكرانيا واستبعاد أي توسع مستقبلي للحلف في الشرق أو نشر أنظمة تهدد الأمن الروسي.

وكان بوتين طالب أمس أيضا خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "بوجوب البدء فورا في مفاوضات بهدف الخروج باتفاقيات قانونية دولية واضحة من شأنها أن تمنع المزيد من توسع الناتو شرقا، ونشر أسلحة تهدد روسيا في بلدان مجاورة، وفي أوكرانيا بشكل أساسي".

خلاف مزمن وشكوك

يذكر أن الخلافات تصاعدت خلال الأشهر الماضية بين موسكو والناتو الذي أعلن صراحة وقوفه إلى جانب كييف، ودعمه ضمها إلى عضويته.

فيما عمدت الولايات المتحدة، والأوروبيون إلى اتهام الروس بالتحضير لغزو أوكرانيا، ما نفته موسكو مراراً.

إلا أن القضية الأوكرانية لطالما كانت حساسة بالنسبة إلى الكرملين، فخلال الفترة الماضية أبدى امتعاضه من نشر كييف طائرات مسيرة (تركية) قرب الحدود، كما انتقد مرارا محاولاتها الانضمام إلى حلف الأطلسي.

ويأخذ الرئيس الروسي على الغربيين عدم الوفاء بوعد قطعوه في نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الحلف شرقاً.

في المقابل، لا يزال "جرح القرم" محفورا في قلب كييف، بعد أن أطاحت انتفاضة شعبية في أوكرانيا بالنظام المدعوم من موسكو عام 2014. لتعمد روسيا إثر ذلك، إلى ضم شبه جزيرة القرم.

إلا أن القوات الأوكرانية لا تزال تتواجه مع انفصاليين مدعومين من روسيا في شرق البلاد، بعد أن أدى هذا النزاع المرير منذ سنوات إلى مقتل 13 ألف شخص.