وكالات
صبيحة 17 أغسطس الماضي، عقب يومين من استيلاء حركة طالبان على كامل أفغانستان، وعلى الرغم من أن أحداً لم يستدعه، توجه الثلاثيني نقيب الله وفا إلى عمله المعتاد في برج المراقبة بمطار قندهار، دون أن يضع في الحسبان أي عواقب لذلك.

وبشجاعة، قرر وفا أن يسد بنفسه فراغاً إدارياً عاشه المطار بشكل شبه كامل على مدى يومين، بسبب فوضى غير مسبوقة عمت البلاد، بعد انسحاب القوات الأجنبية، ورفض أفغان تسلم الحركة المتشددة زمام الأمور من جديد.

لحظة تاريخية

لدى وصول الرجل إلى المطار، فوجئ باستقبال وترحيب غير عادي من قبل قادة وعناصر من «طالبان»، انتشروا في أنحاء المكان، ووجد نفسه يتولى إدارة ثاني أكبر مطار وقاعدة عسكرية في البلاد، بحكم الأمر الواقع.

ليس هذا فحسب، فبعد أيام من عمله في المطار، أشرف وفا على هبوط طائرة عسكرية، كانت تقل الرجل الثاني في الحركة، الملا عبد الغني برادر أخوند، الأمر الذي مثّل بالنسبة إليه لحظة تاريخية فارقة.

أخوند ومن معه من قادة الحركة العائدين بنشوة النصر، أشادوا بمبادرة وفا للعودة الطوعية إلى عمله الحساس، وشكروه على تأمين هبوط الطائرة بسلام.

مسؤولية كبيرة

ونظراً لانعدام خبرة المسؤولين الجدد، وبعد حدوث فراغ بإدارات الدولة الحساسة، تلقى وفا ترقية لم تكن في حسبانه، حيث أصبح مديراً عاماً لمطار قندهار.

وفا كان قد عمل في مطار «أحمد شاه بابا» بالولاية الأفغانية 6 سنوات، خبيراً في غرفة التحكم وأبراج المراقبة، وقبل ذلك، تدرّب لدى شركة أميركية في هيئة الطيران المدني بالهند.

فصل العمل

حالياً، بدأ مطار قندهار يستعيد عافيته تدريجياً. ويستقبل 5 إلى 6 رحلات يومياً، والتحضيرات جارية لاستقبال أول رحلة طيران من دبي في غضون أيام.

ويتولى برج المراقبة مسؤولية إدارة الرحلات المدنية والعسكرية، إلا أن الأخيرة تراجعت بعد رحيل القوات الأجنبية من البلاد.

وفا يتجنب الحديث في السياسة، ويؤكد الفصل بين خلفية تعليمه على أيدي هنود أو أميركيين وطبيعة مهنته في المطار، لكنه يؤكد أن جميع النصائح والتعليمات التي يوجهها للمسؤولين في الحكومة المؤقتة تُنفَّذ وفق المعايير والنظم الدولية لإدارة المطارات.