صحيفة القبس الكويتية
تعيش إيران ضغوطاً كبيرة نتيجة العقوبات الأميركية ومنع تصدير النفط، ما انعكس تضخماً وبطالة وفقراً، وانهياراً غير مسبوق للعملة، ما دفع 50 نائباً إيرانياً، اليوم، إلى توقيع عريضة تطالب بإقالة وزير الاقتصاد.

ولم يقتصر انهيار الريال الإيراني أمام الدولار الأميركي فقط، بل شمل اليورو والجنيه الإسترليني.

ومنذ استئناف الجولة السابعة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا في 29 نوفمبر الماضي، فقد الريال %7 من قيمته، متأثرا بالتصريحات الأوروبية والأميركية المتشائمة التي تلت الاجتماعات، لتنتهي الجولة دون اتفاق، ويسود الغموض بشأن المحادثات المقبلة.

وفي تعليق على انهيار العملة، وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في خطاب أمام حشد من الطلاب الجامعيين في طهران، اتهامات إلى جهات داخلية وخارجية: «لدي معلومات دقيقة أن هناك من يحاول رفع سعر صرف العملات الأجنبية بالتزامن مع المفاوضات النووية بهدف رهن المفاوضات بالاقتصاد».

تحد آخر أضيف إلى إيران، تمثّل بوصول متحور أوميكرون، حيث أكد مسؤول بوزارة الصحة «رصد أول حالة إصابة، مردفاً أن لجنة مكافحة «كورونا» في وزارة الصحة «ستعقد اجتماعاً طارئاً»، في وقت دعت اللجنة العلمية لمكافحة «كورونا» إلى فرض الإغلاق مجدداً.

وحذر حميد رضا جماعتي أمين اللجنة العلمية الوطنية لـ «كورونا» من «التفشي السريع لأوميكرون»، قائلاً إنه «إذا لم يتم تطبيق الحجر الصحي فسنشهد في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة موجة جديدة من فيروس كورونا ستضرب البلاد».

وعانت إيران من فيروس كورونا، حيث تسبب بوفيات كثيرة وإصابات ضخمة أنهكت القطاع الصحي، وسط صعوبة الحصول على اللقاحات، وتأثر الاقتصاد بالإغلاق.

وتمر إيران بتلك الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة، في وقت يترقب العالم مصير المحادثات النووية، حيث يثار الحديث عن أن الجولة المقبلة في فيينا قد تكون الأخيرة، وحال عدم التوصّل إلى تسوية، فقد يفتح ذلك الباب أمام خيارات بديلة، قد تشمل ضربة عسكرية أميركية أو من الكيان الصهيوني لمنشآت إيران النووية.

وحول تلك المخاوف، ذكر موقع نور نيوز المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني نقلاً عن مصادر أمنية أن الكيان الصهيوني يستعد «لارتكاب هجوم» ضد المنشآت النووية الإيرانية، وقد ينفّذه خلال جولة المحادثات المقبلة.

وأضاف الموقع: «بالنظر إلى تاريخ الفظائع التي ارتكبها هذا النظام في الماضي، بهدف ضرب محادثات فيينا، فإن احتمال حدوث هذا الهجوم ليس بعيداً عن التوقعات»، مردفاً: «يمكن للمسار الناجح نسبياً لمحادثات فيينا النووية أن يعزز دافع النظام الصهيوني لشن الهجوم ضد إيران».