تهدد روسيا بشن حرب على أوكرانيا، لكن في كييف يضع مجلس المدينة أشجار الكريسماس في الشوارع بدلًا من إرسال الإشعارات بالملاجئ المضادة للقنابل، وينظم حفلات بدلًا من حملات التجنيد للجيش.
في ظل التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانية وفي إقليم القرم الذي ضمته روسيا، وصلت اللهجة العدائية بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها إلى مستوى حرب باردة، لتكون أوكرانيا هي ساحة الحرب للقتال الحقيقي، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
لكن في المقابل، يستمتع الأوكرانيون، الذين خرجوا لتوهم من الحجر الصحي بسبب جائحة "كوفيد-19"، بساحات التزلج والأسواق التي تم تجهيزها لموسم العطلة، ويفكرون في كيفية الاحتفال بالعام الجديد.
وقالت أوليا سيمبيروفا (25 عاما)، تعمل في إحدى صالونات الشعر بوسط العاصمة: "سأقضي رأس السنة مع العائلة والأصدقاء بالمنزل، رغم أنني متأكدة ستكون هناك العديد من الحفلات في كييف. بين مجموعة أصدقائي، لا أحد يتحدث عن حرب."
تبعد كييف أكثر من 700 كيلومتر من خط الجبهة، لكن تشير بعض التقارير أن روسيا، بعد نقل القوات إلى بيلاروسيا، قد تطوق العاصمة إلى جانب مدن كبرى أخرى شرق المدينة، أو ستستخدم الغارات الجوية الموجهة.
لكن يعتقد أن المناطق الشرقية والجنوبية الأقرب لخط الجبهة قد تكون هدفا، حيث سيتعين على كييف التعامل مع انقطاع الإمدادات والاتصالات، بالإضافة إلى التخريب الروسي، وزيادة الحرب السيبرانية والمعلوماتية.
وبالرغم من أن الاستطلاع الذي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع على مستوى البلاد ونشر في 17 ديسمبر/كانون الأول، وجد أن نصف الأوكرانيين سيقاومون الغزو الروسي بحمل السلاح أو من خلال المقاومة المدنية، لا يعتقد كثيرون أنه سيتم استدعائهم من أجل ذلك أو يسارعون للاستعداد.
وبعد خسارة مساحات من الأراضي إلى روسيا والقوات المدعومة روسيا عام 2014، وتحمل الصراع المسلح في شرق أوكرانيا منذ ذاك الوقت، ناهيك عن المحن الاقتصادية وتأثير "كوفيد"، أصبح الأوكرانيون معتادين على التهديد بكارثة لدرجة أنهم لم يعودوا يصدقون الساسة أو وسائل الإعلام.
وقالت سيمبيروفا: "سمعنا ذلك كله عدة مرات خلال الأعوام القليلة الماضية. وعادة ما يكون مجرد ضجة."
وفي وقت سابق من هذا العام بدأ حشد القوات الروسية على الحدود يثير شبح غزو وشيك، مما ألهم والدة سيمبيروفا لإعلان انتقالها إلى إسبانيا بحثا عن الأمان، لكن لم يحدث شيئا في تلك الفترة، وبقت والدتها في أوكرانيا.
ومؤخرًا، خصص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر/تشرين الثاني، وقتا للحديث عن مؤامرة انقلابية مزعومة في الأول من ديسمبر/كانون الأول وعن الغزو الروسي.
ونشر مشروع تنموي دولي في كييف مؤخرًا توصيات بين الموظفين حول ما يجب فعله حال وقوع الغزو، مثل تجهيز حقيبة وتحديد أقرب ملجأ مضاد للقنابل. لكن لم تستجب يفينيا بورديان، محاسب، للنصيحة.
"لم أحزم حقيبتي. لأنني لم أجهز واحدة ذلك الوقت أيضًا"، هكذا أضافت بورديان (49 عاما)، من دونيستك في شرق أوكرانيا، التي تخضع الآن لسيطرة روسيا بعد قتال عنيف في 2014 – 2015.
منذ سبعة أعوام لم تؤمن بحرب كانت مشتعلة بالفعل، وغادرت المدينة عام 2014 على متن آخر قطار قبل تدمير خط السكة الجديد.
الآن تعيش في مستوطنة صغيرة خارج كييف، بنتها العائلات التي نزحت أيضًا من شرق أوكرانيا، وقالت إنها مشغولة للغاية للتفكير في حرب محتملة أخرى، ولم يناقش جيرانها أبدًا المسألة.