تسعى "طالبان" لزيادة الصادرات لإنقاذ الاقتصاد الأفغاني من الانهيار، وسط مخاوف من إنزلاق البلاد لمزيد من الفقر والجوع.
وقال شير محمد عباس ستانيكزاي، نائب وزير خارجية حكومة طالبان أمام تجمع في كابول هذا الأسبوع، إنَّ المساعدات الإنسانية لن تحل مشكلات أفغانستان الاقتصادية، وإنَّ الطريقة الوحيدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي اقتصادياً يتمثل في تعزيز تصدير المنتجات المحلية إلى الخارج.
تحول في أفغانستان
وتعكس تعليقات ستانيكزاي إلى سعى حكومة طالبات لإحداث تحوّل في أفغانستان، رغم أنَّ المساعدات الخارجية تساهم بأكثر من 40% من اقتصادها، بحسب بيانات "البنك الدولي".
وتأتي مساعي تحقيق الاكتفاء الذاتي في الوقت الذي فقدت فيه أفغانستان إمكانية الوصول إلى احتياطياتها من العملات الأجنبية البالغة نحو 9 مليارات دولار بعد تجميد الولايات المتحدة لها عقب سيطرة "طالبان" على السلطة في أغسطس.
واستوردت البلاد معظم السلع الأساسية في عام 2020، وبلغت قيمة إجمالي الواردات نحو 9 مليارات دولار، في المقابل بلغت قيمة الصادرات الرئيسية من المنتجات الزراعية مثل الصنوبر والفواكه المجففة التي يجري تصديرها إلى الصين وباكستان وإيران ما يزيد قليلاً على 800 مليون دولار.
ومع انهيار الاقتصاد خلال الأشهر الأربعة الماضية، حذَّرت "الأمم المتحدة" من مواجهة أكثر من نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 40 مليون نسمة، لجوع حاد قد ينتج عنه موت مليون طفل.
اللوم على الولايات المتحدة
وألقى ستانيكزاي مرة أخرى باللوم على الولايات المتحدة فيما تشهده البلاد من فوضى، وطالبها بالإفراج عن أموال "الشعب الأفغاني".
وفي إجراء أمريكي جديد بسبب تجاوزات "طالبان"؛ تخطط الولايات المتحدة لتقديم المساعدات مباشرة إلى الشعب الأفغاني. وفي هذا الإطار قالت إدارة بايدن الأسبوع الماضي، إنَّها ستوسع الطرق التي يمكن أن تساعد بها مجموعات الإغاثة في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة في البلاد.
وأشار نزار محمد عرفان، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم إلى أنَّ "طالبان" تخفف من تشدّدها تجاه حقوق المرأة، وقدّمت وعوداً بإنهاء القيود المفروضة على الفتيات المراهقات اللاتي حاولن الالتحاق بالمدارس العام المقبل.
في إشارة إلى احتمال أن يعقب تلك الخطوات تدفق المزيد من المساعدات الخارجية إلى البلاد بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج.
وفرضت حركة طالبان منذ أإسطس الماضي سيطرة كاملة على العاصمة الأفغانية كابل بعد 20 عاما من إطاحة القوات الأمريكية بحكم الحركة المتشدد.
وبموجب اتفاق مع طالبان، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو قد وافقت على سحب جميع القوات، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
وحدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن موعدا نهائيا في 11 سبتمبر/أيلول، الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.
وقالت حركة طالبان لبي بي سي إن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر/أيلول، ستكون معرضة للخطر بصفتها "محتلة".