بعد أن أعلنت حكومة إبراهيم رئيسي، على لسان وزيري الخارجية والاقتصاد، البدء في تنفيذ "اتفاق التعاون" لمدة 25 عاماً بين طهران وبكين، والتي أثارت انتقادات واسعة في إيران، فجر رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، مفاجأة معلناً أن بلاده "لم توقع أي اتفاق"، مما أثار استغراب الأوساط السياسية في البلاد.
وبعد أن دعا مندوب مدينة بافق ومهريز، في الجلسة العلنية للبرلمان، اليوم الأربعاء، إلى تقديم إيضاحات من قبل حكومة إبراهيم رئيسي بشأن الاتفاقية الإيرانية الصينية، رد عليه قاليباف: "لم نوقع الاتفاقية بعد".
كما زعم رئيس البرلمان الإيراني: "لم يتم التوقيع على الاتفاقية بين إيران والصين قانونيا، حيث في حال إبرام أي اتفاق، يجب أن يصادق عليه البرلمان"، ولم يوضح كيف ينوي البرلمان المصادقة على اتفاق، سبق أن أعلنت الحكومة بدء تنفيذها.
"هل قاليباف يمزح معنا؟"
وعلق موقع إصلاحات نيوز الناطق بالفارسية، مخاطبا رئيس البرلمان الإيراني، بالقول: "هل قاليباف يمزح معنا؟ هذا الربيع، تم توقيع مذكرة تفاهم بين إيران والصين للتعاون مدته 25 عاما في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية وغيرها، وفي منتصف يناير، كان حسين أمير عبداللهيان، الصديق المقرب لقاليباف ووزير الخارجية الحالي، قد أعلن عن بدء مرحلة التنفيذ!".
يذكر أن في أعقاب لقائه بنظيره الصيني في 14 يناير الحالي، أعلن وزير الخارجية الإيراني: "اتفقنا على الإعلان عن تنفيذ اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل بين إيران والصين.. وبالتزامن مع المحادثات في الصين فقد أعلنا اليوم موعدا لبدء تنفيذ الاتفاقية..".
وبعد ذلك بيوم أعلن وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، "أن عقود المتعلقة بالطاقة والصناعة والمعادن والتقنية والأبحاث وغيرها التي أبرمت مع الصين، ستدخل حيز التنفيذ قريبا".
وفي 20 يناير الحالي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مقابلة مع وكالة "شينخوا" الصينية، بخصوص الاتفاقية: "كل من إيران والصين يتجهان حاليا، نحو أفق جديد من التعاون والشراكة الاستراتيجية، وتوقيع الاتفاق، يشكل لحظة مهمة ونقطة تحول.
مدتها 25 عاماً
يذكر أن إيران والصين وقعتا في نهاية مارس 2021 اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي مدتها 25 عاما، خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لطهران.
وأوضح وزير الخارجية الصيني قبل توقيع الاتفاق، الذي وصفه بخارطة طريقة شاملة، أن مشروع الاتفاقية يعود إلى زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى طهران في يناير 2016، حين قرر مع الرئيس الإيراني حسن روحاني تعزيز العلاقات بين البلدين.