أ ف ب
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن التوتر مع روسيا لا يشهد تصعيداً في الوقت الراهن، لكنه لم يستبعد حدوث تطورات من هذا النوع في مرحلة لاحقة، داعياً موسكو إلى القيام بمبادرة لاحتواء التصعيد تثبت أنها لا تعتزم الهجوم على بلاده.

وأضاف في مؤتمر صحافي مع وسائل الإعلام العالمية في كييف: "لسنا بحاجة إلى الذعر"، معتبراً أن "حديث قادة بعض الدول الغربية وكأن حرباً روسية أوكرانية ستبدأ غداً يثير الفزع ويؤثر سلباً على الاقتصاد الأوكراني".

وقال زيلينسكي: "تحدثت إلى قادة الدول وشرحت لهم أننا بحاجة إلى دعم استقرار الاقتصاد، فعندما يقولون إن الحرب ستبدأ غداً، فهم يحدثون حالة من الفزع في سوق المال".

وأقر زيلينسكي بأن بلاده تدرك جيداً أن التهديد من روسيا "وشيك" و"ثابت"، لكنه أوضح أن بلاده تعلمت التعايش معها.

وتابع: "نحن ممتنون جداً للمساعدة، لكننا تعلمنا التعايش مع هذا الوضع والتطور معه، لقد تعلمنا حماية أنفسنا، والدفاع عن أنفسنا".

مبادرة احتواء التصعيد

ودعا الرئيس الأوكراني موسكو إلى القيام بمبادرة لاحتواء التصعيد وإثبات أنها لا تعتزم مهاجمة أوكرانيا، وذلك بعدما حشدت قوات عسكرية على الحدود مع بلاده، وفقاً لـ"فرانس برس".

واعتبر زيلنسكي أنّه إذا كانت روسيا تؤكّد "أنها لن تهاجم أوكرانيا" فـ"يمكنها اتخاذ خطوات لإثبات هذا الأمر".

وحشدت روسيا عشرات الآلاف من القوات قرب الحدود الأوكرانية، وطرحت في الوقت نفسه مطالب لإعادة صياغة الترتيبات الأمنية في أوروبا في حقبة ما بعد الحرب الباردة.

وأنذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا ستواجه عقوبات اقتصادية سريعة وقاسية إذا هاجم أوكرانيا.

موسكو تخفف نبرتها

وأرسلت روسيا، الجمعة، أقوى مؤشر على الإطلاق على استعدادها لبحث الاقتراحات الأمنية الأميركية، وأكدت أنها لا تريد خوض حرب مع أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع محطات إذاعة روسية: "إذا كان الأمر متوقفاً على روسيا فلن تكون هناك أي حرب، لا نريد حروباً، لكننا لن نسمح أيضاً لأحد بأن يدوس على مصالحنا بفظاظة أو يتجاهلها".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن الغرب تجاهل مطالب موسكو الأمنية من أجل خفض التوتر.

وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين قال خلال حديثه مع ماكرون إن "رد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا بشأن منع توسع الحلف، ورفض نشر منظومات صاروخية ضاربة".

ولفت بوتين إلى أن "الجانب الروسي سيدرس بشكل مفصل الردود من قبل واشنطن وحلف الناتو، حول مقترحات موسكو للضمانات الأمنية"، مضيفاً أن "موسكو بعد ذلك ستحدد قراراتها المقبلة".

وأضاف بوتين أنه "تم تجاهل المطالب الروسية الأساسية، التي تكمن في أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتزمون الالتزام بمفهوم الأمن الذي لا يتجزأ عن أمن دول أخرى"، وأنه "لا يجوز ضمان أمن أي دولة على حساب دول أخرى، وهي البنود التي تم تثبيتها في وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ووثائق روسيا – حلف الناتو"، بحسب الكرملين.

دعوة للحوار

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج: "إننا جاهزون للحوار مع روسيا ومستعدون لأسوأ السيناريوهات".

وأضاف أن الحلف عزز وجوده العسكري في دول البلطيق، وهو مستعد لزيادة وجوده شرق أوروبا "إذا اقتضت الضرورة"، مشيراً إلى أن فرنسا وبريطانيا "قد تضاعفان نشر القوات في البحر الأسود".

وأكد أن دول الحلف "لديها أسلحة متطورة شرق أوروبا لاستخدامها عند الحاجة"، بالإضافة إلى "قدرات بحرية متطورة في البحر الأسود".

وشدد ستولتنبرج على ضرورة أن يكون الحلف مستعداً لـ"مجموعة واسعة من أشكال العدوان الروسي ضد أوكرانيا، والتي قد لا تكون هجوماً قوياً"، معتبراً أنّ روسيا لديها "مروحة واسعة" من الخيارات ضدّ أوكرانيا، مشدّداً في الوقت نفسه على أن إمكانية إجراء مفاوضات ومحادثات سلام لا تزال متاحة.

وقال، في مؤتمر نظّمه مركز "أتلانتيك كاونسيل" الأميركي للأبحاث، إنّ "الحرب الإلكترونية أحد الخيارات، والمحاولات الانقلابية للإطاحة بالحكومة في كييف، التخريب - لديهم عملاء استخبارات يعملون في أوكرانيا في هذا الوقت بالذات، لذلك علينا أن نكون مستعدّين لمروحة واسعة من الإجراءات العدوانية الروسية المختلفة ضدّ أوكرانيا".

وشدّد ستولتنبرج على عدم رغبته في "المبالغة في التكهّنات لأنّ الهدف الآن هو محاولة تخفيف التوتّرات... وندعو روسيا إلى الجلوس وبدء محادثات لتجنّب هذا النوع من السيناريوهات وإيجاد حلّ سياسي".

واعترف بأنّ "هناك خلافات بين الحلفاء" في ما يتعلّق بالدعم الواجب تقديمه لأوكرانيا، التي ليست عضواً في الحلف ولن تستفيد من أيّ نشر لوحدات قتالية على أراضيها.