رويترز
في مكان ناءٍ شمال غربي سوريا يكتظ بالنازحين الذين شردتهم الحرب الأهلية خلال أكثر من عقد، كان زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي وعائلته يعيشون على مرأى من الجميع، ولم يلحظهم أحد.
وكانت الأسرة تدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وتفرض على نفسها طوقاً من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض.
لكن كل شيء تغير وتحطمت هذه التفاصيل الخميس، عندما اقتحمت القوات الأميركية الخاصة بلدة أطمة في محافظة إدلب لمداهمة "ملاذه الآمن".
ضربة للتنظيم
فجّر أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم إحدى أشد الجماعات إثارة للرعب في العالم، نفسه خشية الوقوع في الأسر. وتقول الولايات المتحدة إن الانفجار أودى بحياة عدد من المدنيين بينهم أسرته.
واعتُبر اغتيال القرشي ضربة للتنظيم مع عودة مقاتليه إلى الظهور كمصدر للتهديد الدموي في سوريا والعراق.
وحتى تلك اللحظة، كان سكان المنطقة يعتقدون أن القرشي تاجر سوري آتٍ من حلب بحثاً عن الأمان النسبي له وعائلته في أطمة قرب الحدود التركية، بعيداً عن خطوط المواجهة في الصراع السوري.
ولم يكن هناك ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من 3 طوابق على أطراف المدينة، منذ أن استأجر القرشي شقة فيه قبل عام، حيث أخذ الطابق الأول في البداية قبل أن يتوسع لاستئجار الطابق العلوي أيضاً.
وقالت امرأة، كانت تعيش في الطابق الأرضي وتشير إلى جيرانها على أنهم "عائلة أبو أحمد"، إن سلوك الأطفال كان طيباً بشكل عام، مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر في
بعض الأحيان.
وأضافت المرأة التي اكتفت بتقديم نفسها باسم "أمينة" في مقابلة عبر الهاتف: "كانوا في حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (في الخارج) بين كل فترة بس (لكن) ما كان في بينا اجتماعيات (علاقات)".
وامتنعت أمينة عن ذكر اسمها بالكامل خوفاً من التعرض للانتقام. وأوضحت أنها تلقت ذات مرة دعوة من إحدى زوجات القرشي، وهي "أم أحمد"، لتناول الشاي، حيث قالت لأمينة حينها إن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة بسبب الحرب.
وبعد أن مضى أوان الدهشة، تتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهوره.
وفي حين لم تكن الأسرة من أطمة، ما كان ذلك بالشيء اللافت للانتباه في منطقة فر إليها عشرات الآلاف من جميع أنحاء البلاد.
وتقول أمينة: "كنا نفكر أنهم مروا بكثير (أحداث)، بس زي ما بتعرف الكل عنده مأساة.. هون ما حدا بيحكي للتاني شو صار معه في ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا".
الاختباء بجوار الأعداء
تولى القرشي قيادة تنظيم "داعش" بعد اغتيال زعيمها أبو بكر البغدادي عام 2019. وتشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادي أيضاً عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية.
واختبأ البغدادي هو الآخر في شمال غربي سوريا، ولم يبعُد مخبأه سوى 25 كيلومتراً عن أطمة بمحافظة إدلب أيضاً.
وكان مخبأ القرشي قريباً من نقطة تفتيش تديرها الجماعة المسلحة التي تسيطر على معظم إدلب، وهي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي كان يُعرف في السابق باسم "جبهة النصرة"، ولها خصومة منذ سنوات مع التنظيم. ولم يكن بعيداً أيضاً عن مواقع القوات التركية في منطقة عفرين القريبة شمال غربي سوريا.
وعلى الرغم من قرب القوات المعادية، كان المكان جيداً نسبياً للاختباء بالنسبة للقرشي الذي كان يسعى لإحياء التنظيم، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر. ويقول السوريون إن من السهل على الغرباء المرور دون أن يلحظهم أحد.
وعلاوةً على النازحين، يعيش في المنطقة أجانب متشددون سافروا إلى البلاد أثناء الحرب كمتطوعين للقتال أو للأعمال المدنية.
وفي أكتوبر الماضي، تم القبض على قيادي آخر في "داعش"، وهو سامي جاسم، شمال غرب سوريا في عملية عراقية نفذت بمساعدة تركية.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن هناك اعتقاداً بأن الانفجار أودى بحياة القرشي وزوجتيه وطفل في أحد طوابق المنزل، وطفل آخر على الأرجح كان في طابق آخر مع مساعد القرشي وزوجته اللذين قتلتهما القوات الأميركية.
وأوضح عمال إنقاذ سوريون إن 13 شخصاً لقوا حتفهم، بينهم 4 نساء و6 أطفال. وأضاف شهود أنهم رأوا لعب أطفال متناثرة في الشقق المدمرة.
في مكان ناءٍ شمال غربي سوريا يكتظ بالنازحين الذين شردتهم الحرب الأهلية خلال أكثر من عقد، كان زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي وعائلته يعيشون على مرأى من الجميع، ولم يلحظهم أحد.
وكانت الأسرة تدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وتفرض على نفسها طوقاً من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض.
لكن كل شيء تغير وتحطمت هذه التفاصيل الخميس، عندما اقتحمت القوات الأميركية الخاصة بلدة أطمة في محافظة إدلب لمداهمة "ملاذه الآمن".
ضربة للتنظيم
فجّر أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم إحدى أشد الجماعات إثارة للرعب في العالم، نفسه خشية الوقوع في الأسر. وتقول الولايات المتحدة إن الانفجار أودى بحياة عدد من المدنيين بينهم أسرته.
واعتُبر اغتيال القرشي ضربة للتنظيم مع عودة مقاتليه إلى الظهور كمصدر للتهديد الدموي في سوريا والعراق.
وحتى تلك اللحظة، كان سكان المنطقة يعتقدون أن القرشي تاجر سوري آتٍ من حلب بحثاً عن الأمان النسبي له وعائلته في أطمة قرب الحدود التركية، بعيداً عن خطوط المواجهة في الصراع السوري.
ولم يكن هناك ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من 3 طوابق على أطراف المدينة، منذ أن استأجر القرشي شقة فيه قبل عام، حيث أخذ الطابق الأول في البداية قبل أن يتوسع لاستئجار الطابق العلوي أيضاً.
وقالت امرأة، كانت تعيش في الطابق الأرضي وتشير إلى جيرانها على أنهم "عائلة أبو أحمد"، إن سلوك الأطفال كان طيباً بشكل عام، مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر في
بعض الأحيان.
وأضافت المرأة التي اكتفت بتقديم نفسها باسم "أمينة" في مقابلة عبر الهاتف: "كانوا في حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (في الخارج) بين كل فترة بس (لكن) ما كان في بينا اجتماعيات (علاقات)".
وامتنعت أمينة عن ذكر اسمها بالكامل خوفاً من التعرض للانتقام. وأوضحت أنها تلقت ذات مرة دعوة من إحدى زوجات القرشي، وهي "أم أحمد"، لتناول الشاي، حيث قالت لأمينة حينها إن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة بسبب الحرب.
وبعد أن مضى أوان الدهشة، تتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهوره.
وفي حين لم تكن الأسرة من أطمة، ما كان ذلك بالشيء اللافت للانتباه في منطقة فر إليها عشرات الآلاف من جميع أنحاء البلاد.
وتقول أمينة: "كنا نفكر أنهم مروا بكثير (أحداث)، بس زي ما بتعرف الكل عنده مأساة.. هون ما حدا بيحكي للتاني شو صار معه في ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا".
الاختباء بجوار الأعداء
تولى القرشي قيادة تنظيم "داعش" بعد اغتيال زعيمها أبو بكر البغدادي عام 2019. وتشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادي أيضاً عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية.
واختبأ البغدادي هو الآخر في شمال غربي سوريا، ولم يبعُد مخبأه سوى 25 كيلومتراً عن أطمة بمحافظة إدلب أيضاً.
وكان مخبأ القرشي قريباً من نقطة تفتيش تديرها الجماعة المسلحة التي تسيطر على معظم إدلب، وهي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي كان يُعرف في السابق باسم "جبهة النصرة"، ولها خصومة منذ سنوات مع التنظيم. ولم يكن بعيداً أيضاً عن مواقع القوات التركية في منطقة عفرين القريبة شمال غربي سوريا.
وعلى الرغم من قرب القوات المعادية، كان المكان جيداً نسبياً للاختباء بالنسبة للقرشي الذي كان يسعى لإحياء التنظيم، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر. ويقول السوريون إن من السهل على الغرباء المرور دون أن يلحظهم أحد.
وعلاوةً على النازحين، يعيش في المنطقة أجانب متشددون سافروا إلى البلاد أثناء الحرب كمتطوعين للقتال أو للأعمال المدنية.
وفي أكتوبر الماضي، تم القبض على قيادي آخر في "داعش"، وهو سامي جاسم، شمال غرب سوريا في عملية عراقية نفذت بمساعدة تركية.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن هناك اعتقاداً بأن الانفجار أودى بحياة القرشي وزوجتيه وطفل في أحد طوابق المنزل، وطفل آخر على الأرجح كان في طابق آخر مع مساعد القرشي وزوجته اللذين قتلتهما القوات الأميركية.
وأوضح عمال إنقاذ سوريون إن 13 شخصاً لقوا حتفهم، بينهم 4 نساء و6 أطفال. وأضاف شهود أنهم رأوا لعب أطفال متناثرة في الشقق المدمرة.