عندما وصل فولوديمير أولكساندروفيتش زيلينسكي إلى رئاسة أوكرانيا في 2019، كان أحد وعوده الكبرى تحقيق السلام مع روسيا، لكن يبدو أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يريد عكس ذلك، وفق تقرير من صحيفة أميركية.
وتنقل "واشنطن بوست" أن الآمال كانت كبيرة بتحقيق السلام مع روسيا مع وصول زيلينسكي إلى رئاسة أوكرانيا، لكن سرعان ما تحولت الأمور إلى عكس ما يتوقعه.
وأولى الإشارات كانت رفض بوتين تهنئة زيلينسكي، بل وطلب مباشرة من الرئيس الجديد التسريع بمنح جواز سفر روسي لكل أوكراني في شرق أوكرانيا الانفصالي.
وقدم زيلينسكي عروضا للسلام في عام 2019، وسحب القوات الأوكرانية من خط المواجهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا.
والتقى بوتين وزيلينسكي في باريس في ديسمبر 2019 مع زعيمي ألمانيا وفرنسا، واتفقا على تنشيط عملية السلام في مينسك وإعادة وقف إطلاق النار، لكن ذلك كان تخفيفا ضئيلا للأزمة.
وأدرجت الصحيفة ستة أسباب تفسر الغضب الروسي من الرئيس الأوكراني.
ضغط زيلينكسي لقبول كييف في الناتو
مع فشل عملية السلام في أوكرانيا، دعا زيلينسكي إلى قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو" دون تأخير. وكانت قمة حلف شمال الأطلسي في عام 2008 قد وافقت على أن تصبح أوكرانيا وجورجيا عضوين في حلف شمال الأطلسي، لكنها لم تحدد جدولا زمنيا.
ويرى بوتين في انضمام كييف للناتو "خطا أحمرا" لأنه يخشى أن يقوم الحلف بوضع صواريخ نووية هناك، حسب زعمه.
غلق زيلينسكي محطات تلفزيون موالية لروسيا
أغلق زيلينسكي ثلاث محطات تلفزيونية مرتبطة بحزب موال للكرملين. وقال مكتب زيلينسكي إن المحطات تمولها روسيا وتستخدم "كأدوات للحرب ضد أوكرانيا"، وأنها أغلقت "لحماية الأمن القومي"، وهو ما أثار غضبا روسيا.
تخلى عن "هويته" الروسية
يتحدث زيلينكسي اللغة الروسية كلغة أم، لذلك تتهمه موسكو بالتخلي عن "هويته الروسية" بسبب تشبثه باللغة الأوكرانية.
ويتحدث حوالي 30 في المئة من الأوكرانيين اللغة الروسية كلغة أم وهو ما تعتبره موسكو سببا لتعزيز نفوذها في البلد.
سخريته من بوتين
كتب بوتين في مايو الماضي مقالا باللغة الروسية والأوكرانية يقول فيه إن الشعبين الروسي والأوكراني شقيقين، علق زيلينسكي مازحا "لا يسعني إلا أن أقول أنني غيور من أن رئيس مثل هذا البلد العظيم يستطيع أن يقضي الكثير من الوقت على عمل بهذا الحجم". وأضاف بأنه يتفهم الآن لماذا ليس لدى الرئيس الروسي الوقت للقاء معه.
متابعته لمقرب من الكرملين
يعد فيكتور ميدفيدتشوك من السياسيين الأوكرانيين المقربين من الكرملين.
وفي مايو، اتهم المدعون العامون الأوكرانيون ميدفيدتشوك بالخيانة العظمى بتهمة تمويل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وصفقات الغاز في شبه جزيرة القرم، وهو ما أغضب بوتين، واعتبره تحركا من الرئيس الأوكراني ضده.
تراجعه عن اتفاق مينسك
قبل زيلينسكي اتفاق مينسك وقدم عروضا للسلام في عام 2019، لكن معظم الأوكرانيين عارضوا الاتفاق وفقا لاستطلاعات الرأى لأنه يتطلب من أوكرانيا منح حكم ذاتي خاص لمنطقتين انفصاليتين . ويرى المنتقدون أن ذلك يعني إعطاء موسكو الوسائل لمواصلة التدخل في السياسة الأوكرانية واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد موقف كييف المؤيد لأوروبا والمؤيد لحلف شمال الأطلسي.
ودعا زيلينسكى إلى تغيير اتفاق مينسك فى اجتماعه مع بوتين في باريس وهو ما أغضب الكرملين.
وتحشد موسكو منذ نهاية عام 2021 آلاف الجنود على حدود أوكرانيا، وفيما يحذر الغرب من لغزو روسي محتمل لأوكرانيا، تنفي روسيا ذلك، وتقول إنها تسعى فقط لضمان أمنها.