رصدت تقارير أميركية سيناريوهات للغزو الروسي المفترض لأوكرانيا، بما في ذلك الفترة التي يمكن أن تسقط خلالها كييف، إضافة إلى عدد القتلى من الجانبين (الروسي والأوكرانيين) وعدد اللاجئين المحتملين.
وطبقاً لما نقلته قناة "فوكس نيوز" عن مصادر في الكونغرس الأميركي، فإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، أخبر المشرعين بأن "كييف قد تسقط في غضون 72 ساعة إذا حدث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا".
وذكرت القناة في تقرير لها عبر موقعها أن "ميلي أخبر المشرعين خلال جلسات إحاطة مغلقة يومي الثاني والثالث من شهر فبراير الجاري أن غزواً روسياً واسع النطاق لأوكرانيا قد يؤدي إلى سقوط كييف في غضون 72 ساعة، وقد يكلف 15 ألف جندي أوكراني قتلى و 4000 جندي روسي (بإجمالي 19 ألف قتيل من الجانبين)".
وأفادت بأن "عددا من المشرعين عبروا عن قلقهم من أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تستجب بسرعة لتزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة، مثل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ التي ستدافع ضد أي غزو من روسيا".
ورد مسؤولون بإدارة بايدن في الاجتماعات على هذه المخاوف بالقول إن "إمدادات كبيرة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا يمكن استخدامها كسبب لغزو أوكرانيا".
وبينما تلقت أوكرانيا مساعدة أمنية من الولايات المتحدة من خلال تخصيص 200 مليون دولار في ديسمبر، فإنها تلقت أيضًا 600 مليون دولار كمساعدة من المملكة المتحدة ودول البلطيق، والتي تعتمد عليها الدولة بشدة وتشمل صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات وصواريخ "ستينغر" المحمولة المضادة للطائرات من طراز "أقدم".
ونقل تقرير القناة عن مصدر مطلع قوله إن "الولايات المتحدة تعمل أيضاً على الاستعداد لأزمة لاجئين ومهاجرين كبيرة.. يقود الحلفاء الأوروبيون أيضاً مناقشات حول الإسكان وتدفقات المهاجرين على افتراض أن المواطنين الأوكرانيين سوف يفرون إلى أجزاء أخرى من أوروبا".
يأتي ذلك في وقت تنفي فيه موسكو نيتها اقتحام أوكرانيا، وذكر مسؤولون روس من بينهم سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أن موسكو لا تشكل تهديداً على أوكرانيا، وهي التصريحات التي قللت فيها موسكو من الدعاية والحشد الأميركي بخصوص اقتحام وشيك لأوكرانيا من جانب روسيا.
لكن المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، قالت في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" تعليقاً على ذلك: "للأسف هناك حملة روسية للتأثير على الموقف.. هناك العديد من المعلومات المضللة من قبل الحكومة الروسية.. هذه التصريحات الروسية لا تتماشى مع أفعال روسيا على أرض الواقع".
وتابعت: "على أرض الواقع هناك حشد عسكري روسي كبير على الحدود مع أوكرانيا.. روسيا هي المعتدية، والولايات المتحدة تعمل على بناء قدرات أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.. العدوانية الروسية لا تقتصر على الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي ككل".
حشد روسي
وفي السياق، نقل تقرير لـ"سي إن إن" الأحد، عن مسؤولين أميركيين مطلعين، قولهم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حشد الآن 70 بالمئة من الأفراد العسكريين والأسلحة على حدود أوكرانيا. وأفاد التقرير بأن الرقم المذكور "هو تقدير يستند إلى أحدث التقييمات الاستخباراتية".
وذكر التقرير أن التكلفة البشرية الناجمة عن اقتحام روسيا لأوكرانيا قد تكون فادحة. وتشير بعض التقييمات إلى أن الخسائر في صفوف المدنيين في أوكرانيا قد تصل إلى عشرات الآلاف مع ما يصل إلى خمسة ملايين لاجئ. فيما يحاول المسؤولون الأميركيون رسم صورة للنتائج الوخيمة المحتملة والمخاطر التي يمثلها بوتن.
وذكر التقرير أنه: "إذا أطلق بوتن العنان لقوته العسكرية البرية والجوية الكاملة على العاصمة الأوكرانية كييف فقد تسقط المدينة في غضون 48 ساعة".
وتقدر المصادر أيضاً أن روسيا يمكن أن تقرر تنفيذ عملية متعددة الجوانب وإرسال قوات من عدة اتجاهات عبر أوكرانيا لكسر قدرة الجيش الأوكراني على القتال بسرعة كقوة متماسكة".