الحرة
تتواصل معاناة اللاجئين الأفغان في الدول التي لجأوا إليها، ولا تشمل العقبات التي تقف أمامهم اللغة والثقافة فقط بل تمتد إلى الأعباء المالية أيضا.
ويقول نجيب الله، وهو واحد من حوالي 400 أفغاني انتقلوا إلى كوريا الجنوبية، في أغسطس الماضي، بعد استيلاء طالبان على السلطة، لصحيفة وول ستريت جورنال: "أفتقد كل شيء في الوطن".
ويعمل نجيب الله (36 عاما) حاليا في مصنع كيماويات في ضواحي العاصمة سيول، حيث قال: "تبدو بيئة العمل هنا شديدة. يوجد الكثير من الضغط".
وخلال الأشهر الخمسة الماضية، كان نجيب الله والأفغان الآخرون يخضعون لسيطرة حكومية مشددة، حيث أقاموا معا في مهاجع لخفر السواحل في مدينة يوسو الساحلية الجنوبية والتحقوا بدورة مكثفة عن حياة البلاد واقتصادها ولغتها.
وقد اختتم البرنامج هذا الأسبوع. والآن، ولأول مرة، يتذوق الأفغان بأنفسهم الحياة في كوريا الجنوبية التي تقبل عددا قليلا من اللاجئين، كما تقول وول ستريت جورنال.
ويبدو الانتقال، بعد عمليات إجلاء فوضوية، أمرا شاقا خصوصا في كوريا الجنوبية التي يشكل فيها الأجانب 5 في المئة فقط من سكان البلاد، البالغ عددهم 52 مليونا، وفقا للأرقام الحكومية.
واختارت حكومة كوريا الجنوبية عدم تصنيف الأفغان كلاجئين بل "مساهمين خاصين"، لأن جميع العائلات اللاجئة على علاقات عمل بسفارة كوريا الجنوبية أو وكالات الإغاثة التابعة لها.
ومع وصول الأفغان إلى سيول، يعود الجدل إلى استقبال اللاجئين؛ ففي عام 2018، أثار وصول أكثر من 500 لاجئ يمني عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات مع تشديد قوانين اللاجئين الصارمة بالفعل في كوريا الجنوبية.
وتتحدث وول ستريت جورنال عن عقبة أخرى أمام الأفغان الجدد في كوريا الجنوبية، وتتمثل في افتقارهم إلى مجتمع أفغاني راسخ، والذي يبلغ عدده، باستثناء المجموعة التي تم إجلاؤها حديثا، 837 شخصا فقط اعتبارا من العام الماضي.
ووفقا لاتحاد مسلمي كوريا، يقدر تعداد المسلمين بحوالي 100 ألف، ويوجد في البلاد أكثر من عشرة مساجد.