يعتقد مسؤولون بريطانيون أن وكالة الاستخبارات الروسية القوية (جهاز الأمن الفيدرالي) المعروف اختصار باسم"إف إس بي" FSB قد جرى تكليفها بهندسة انقلابات في المدن الأوكرانية الرئيسية، في أعقاب أي غزو قد يشنه الكرملين، بحسب صحيفة "الغارديان".
ويتوقع المسؤولون أن الهجوم سيشهد قيام روسيا بضرب أهداف عسكرية أولاً، ومن ثم تطويق العاصمة كييف ومدن رئيسية أخرى، مع ترجيح إقدام عناصر من "إف إس بي" على محاولة تثبيت قادة موالين لروسيا في الداخل.
لم يتم تقديم أي دليل محدد لتبرير الخطة المكونة من خطوتين، مع ذلك تعتقد بريطانيا أن روسيا جمعت الآن قوة قادرة على غزو أوكرانيا بعد حشد أكثر من 135 ألف جندي حول حدودها.
وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه يعتقد أن الهجوم أصبح الآن "مرجحًا للغاية" ويختصر عطلة عائلية.
وكانت لندن أطلقت مؤخرا سلسلة من التحذيرات بشأن نوايا روسيا تجاه غزو أوكرانيا وأن مجموعة من خمسة سياسيين أوكرانيين سابقين كانوا تم تجنيدهم للمشاركة في انقلاب.
ويوجد الآن أربعة من السياسيين الخمسة في موسكو، مما يجعل علاقاتهم مع روسيا مسألة علنية ، بينما قال الخامس، وهو النائب الأوكراني السابق، يفين موراييف، إنه مُنع من دخول روسيا وبالتالي ليس هناك "دليل علني" على تورطه.
"نفي روسي"
وتنفي روسيا أن لديها أي خطط لمهاجمة جارتها الجنوبية ووصفت التحذيرات الغربية بأنها "هستيريا". كما سعى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى التقليل من احتمالية الغزو ، إذ صرح يوم السبت: "في الوقت الحالي، الذعر هو العدو الأكبر للشعب".
ولكن هناك أيضًا شكوك في أوكرانيا بشأن إمكانية تنصيب قيادة موالية لروسيا في كييف ومدنها الرئيسية الأخرى، بينما أعربت مصادر غربية عن خشيتها من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يقدر مدى العداء المنتشر في الرأي العام الأوكراني لبلاده.
وفي هذا الصدد قال دبلوماسي غربي للصحيفة " يتم يتم تغذية الكثير من التقييمات المفرطة في التفاؤل بروسيا حتى في قمة الكرملين".
وسلطت صحيفة بيلد الألمانية الضوء على خطة مماثلة متعددة الخطوات في وقت سابق من هذا الشهر ، بناء على مصدر بمخابرات أجنبية.
ومضت الصحيفة قائلة إن روسيا ستسعى بعد ذلك إلى تعيين برلمان موالي للكرملين واعتقال المسؤولين الأوكرانيين وقادة المعارضة.
وردا على ذلك ، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بيلد "تجاوزت كل الخطوط الممكنة للإنسانية والأخلاق الحقيقية".
وكشفت وكالة المخابرات الأوكرانية SBU وجهات أخرى مرارًا وتكرارًا عن أدلة على تدخل الاستخبارات الروسية FSB في البلاد منذ بدء الحرب مع موسكو في العام 2014.
وفي أواخر العام الماضي ، قالت وحدة الاستخبارات المالية إنها اكتشفت مؤامرة لتهريب متفجرات إلى البلاد من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. .
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي في نهاية نوفمبر إنه تم اكتشاف مؤامرة انقلابية، وكان المسؤولون يخططون لها من قبل ضابط في في "إف إس بي"ومنشقين عن وزارة الداخلية الأوكرانية الذين انتقلوا إلى شبه جزيرة القرم.
وتقع المسؤولية عن الملف الأوكراني داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على عاتق الوحدة الخامسة، المسؤولة عن العمليات الاستخباراتية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.
ويتزعم تلك الوحدة، سيرجي بيسيدا، الذي تم وضعه على قوائم عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في العام 2014.
وكان بيسيدا مطلوبًا من قبل أوكرانيا لاستجوابه في أعقاب ثورة شعبية مناهضة لروسيا في فبراير 2014، باعتبار "أنه كان جزءًا من محاولة فاشلة" للسيطرة على الجهود العنيفة لقمع الاحتجاجات الشعبية.
ولكن موسكو قالت إنه كان موجودا هناك للمساعدة في ضمان حماية السفارة الروسية خلال فترة عدم اليقين التي كانت تشهدها أوكرانيا.