رفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، عرضاً من الحكومة الأميركية بإجلائه من كييف، وطلب عوضاً عن ذلك إمداده بالذخيرة "وليس تاكسي"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وعرضت الحكومة الأميركية مساعدة الرئيس الأوكراني على مغادرة كييف لحمايته من "التعرض للأسر أو القتل" على يد القوات الروسية، وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، لم تكشف هويته، أن المسؤولين الأميركيين تحدثوا إلى زيلينسكي في الأيام الماضية حول مجموعة متنوعة من القضايا الأمنية، بما في ذلك اختيار أكثر الأماكن أماناً له ليحصن فيه نفسه، لضمان استمرارية الحكومة الأوكرانية.

وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية، أن الرئيس الأوكراني رفض العرض الأميركي بإجلائه من كييف، قائلاً إن "المعركة هنا، أنا بحاجة إلى الذخيرة، وليس سيارة تاكسي"، وفقاً لمسؤول استخباراتي أميركي كبير.

ومع تصعيد الجيش الروسي لهجماته، الجمعة، تعهّد زيلينسكي بالبقاء في بلاده مسؤولاً عن حكومته على الرغم من المخاطر المتعلقة بسلامته الشخصية، وقال في خطاب للأوكرانيين: "وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، فقد وصفني العدو (روسيا) بأنني الهدف رقم 1، وعائلتي كهدف رقم 2. إنهم يريدون تدمير أوكرانيا سياسياً بتدمير رئيس الدولة".

تحذيرات سابقة

وأبرزت "واشنطن بوست" أن زيلينسكي سمع تلك التحذيرات منذ أسابيع، من جانب مسؤولين أميركيين.

وأشارت إلى أنه عندما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز إلى أوكرانيا في يناير للقاء زيلينسكي، لبحث التهديد الروسي المتزايد لبلاده، تساءل الرئيس الأوكراني عما إذا كانت هناك معلومات تفيد بأنه هو أو عائلته في خطر.

ونقلت الصحيفة عن أحد مساعدي زيلينسكي، قوله إن الرئيس الأوكراني كانت لديه شكوك بأن الروس يحاولون قتله، وأن بيرنز لم يشارك معلومات محددة. ولفت مساعد الرئيس الأوكراني، بحسب الصحيفة، إلى أن "زيلينسكي بحاجة إلى أخذ أمنه الشخصي على محمل الجد".

وقال آدم شيف، النائب الديمقراطي من كاليفورنيا ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب: "لقد جعلناه (زيلينسكي) على دراية ليس فقط بخطر الغزو الروسي، الذي أصبح الآن حقيقة واقعة، ولكن أيضاً بالتهديد الذي يواجهه شخصياً، نحن على استعداد لمساعدته بأي شكل من الأشكال".

وأضاف شيف أنه قلق من أسر الروس لزيلينسكي، منبهاً إلى إمكانية احتجازه بمعزل عن العالم الخارجي أو إجباره على تقديم تنازلات. وأوضح: "أنا قلق للغاية بشأن التهديد الذي قد يلحق بحياته وسلامته".

إقصاء زيلينسكي

وقال العديد من مسؤولي الأمن القومي الحاليين والسابقين هذا الأسبوع، إن تحييد زيلينسكي قد يوفر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أسرع طريقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أو تجنب احتلال طويل الأمد ومكلف"، بحسب الصحيفة.

وأوضحوا أنه مع خروج الرئيس الأوكراني من المشهد، قد يحاول بوتين تثبيت "حكومة دمية" بديلة، في إشارة إلى رئيس يكون موالياً لموسكو.

وفي يناير، اتهمت الحكومة البريطانية الكرملين بالتخطيط لاستبدال زيلينسكي، بسياسي مؤيد لروسيا.

والآن بعد أن غزت روسيا أوكرانيا، حذّر المسؤولون الأميركيون مرة أخرى هذا الأسبوع من أن هدف بوتين كان "قطع رأس الحكومة الأوكرانية".

خطط للمساعدة

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين، الخميس، إلى أن الولايات المتحدة لديها خطط لمساعدة زيلينسكي إذا تعرض للتهديد شخصياً.

وذكرت ساكي: "لن نتطرق إلى مسائل أمنية، لكننا على اتصال بالرئيس الأوكراني، ونعمل على تقديم مجموعة من الدعم له".

ودرءاً لشائعات عن فراره، نشر زيلينسكي مقطع فيديو على تليجرام، الجمعة، محاطاً بكبار مستشاريه ورئيس الوزراء أمام مقر "بانكوفا" الرئاسي في كييف.

وقال زيلينسكي: "كلنا هنا ندافع عن استقلالنا وبلادنا وسنستمر في ذلك"، كما أشار في تعليقاته السابقة إلى أن عائلته ما زالت في أوكرانيا أيضاً، لكنه رفض الإفصاح عن مكانها. وأضاف أن "مجموعات التخريب" تسللت إلى كييف، دون أن يوضح ما إذا كانت تستهدفه بشكل شخصي.

كما نشر مقطع فيديو آخر، السبت، تعهد فيه بـ"عدم ترك السلاح" في مواجهة الغزو الروسي لبلاده الذي بدأ قبل أيام، وقال: "لا تصدقوا الأخبار الكاذبة. أنا هنا. لن نلقي أسلحتنا. سندافع عن دولتنا، أسلحتنا هي قوتنا، هذه أرضنا، بلادنا، أطفالنا، سنحمي الجميع".