قالت مؤسسة أبحاث أمريكية، إن الغزو الروسي لأوكرانيا يشكل كابوسا للصين، وإن انتكاسات القوات الروسية في المعارك هي بمثابة رسالة لبكين بأن غزو تايوان لن يكون سهلا.

وأضافت مؤسسة ”الدفاع عن الديمقراطيات“ في تقرير نشرته، يوم الجمعة: ”أسوأ كابوس للرئيس الصيني شي جين بينغ يحدث الآن في أوكرانيا“.

وتابعت المؤسسة: ”بغض النظر عما إذا كان يمتلك معرفة مفصلة أو مسبقة بخطط غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هناك شيئان شبه مؤكدين، وهما أن شي توقع أن تهزم روسيا القوية الأوكرانيين بسرعة وسيكون رد المجتمع الدولي صامتًا.. لكن لم يحدث أي منهما“.

وأشارت المؤسسة في تقريرها إلى أنه بدلا من ذلك، تحولت الحرب الأوكرانية ”الفوضوية“ إلى دراسة حول كيفية ”عدم شن غزو“.

وقالت المؤسسة: ”والأسوأ من ذلك، أن الانتكاسات العديدة لبوتين في ساحة المعركة قد أدت على الأرجح إلى تحييد أي تفاؤل قد يكون لدى المخططين العسكريين الصينيين بشأن استعادة تايوان عسكريا بسهولة، والنتيجة هي أن هجوم بوتين غير المبرر على أوكرانيا ربما يكون قد أنجز ما بدا حتى وقت قريب شبه مستحيل: تعطيل الجدول الزمني لبكين لغزو تايوان“.

وأشارت المؤسسة إلى أنه قبل الغزو الروسي، كانت احتمالية شن هجوم صيني على تايوان في المستقبل القريب منخفضة بالفعل، وأنه على الرغم من أن بكين سعت إلى سد فجوات قدراتها العسكرية مع الولايات المتحدة، إلا أن الجيش الصيني لا يزال يفتقر إلى الوسائل والمعرفة اللازمتين للأداء الجيد فيما يتعلق بإعادة توحيد الجزيرة مع الصين.

وأضافت المؤسسة أنه أيضا لا يزال هناك دليل ضئيل على أن الصين تدرس بنشاط خطط غزو تايوان، والسبب هو أن شي حريص على الحفاظ على الاستقرار قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الخريف المقبل، عندما يتولى منصب سكرتير الحزب لفترة ولاية ثالثة.

وقالت المؤسسة في تقريرها: ”بصرف النظر، فإن إعادة التوحيد مع تايوان لن تحدث بين عشية وضحاها، وبعبارة أخرى، لن تكون مفاجأة إستراتيجية، تمامًا كما كانت استعدادات الغزو الروسي موجودة ليراها الجميع“.

وأضافت المؤسسة: ”أسابيع إن لم يكن أشهر، ستكون مطلوبة لوضع القوات الصينية والعناصر اللوجستية المختلفة في مناطق انطلاق محددة مسبقًا على طول الساحل الصيني، والحقيقة أن هذه الجهود الجبارة تتضاءل كثيرا مقارنة بالصعوبة الهائلة التي سيواجهها الجيش الصيني في نقل قواته بأمان إلى عدد محدود من مواقع الإنزال التايوانية المناسبة الواقعة على بعد أكثر من 100 ميل بحري“.

ورأت المؤسسة أن ما يزيد من تعقيد تخطيط الصين أن جيشها لم يشهد أي شيء يشبه القتال منذ أكثر من 40 عامًا، مضيفة: ”هذا هو السبب الرئيسي وراء سعي الصين للحصول على مشورة روسيا وهي تضع حلولا لهذه التحديات وغيرها“.

وقالت المؤسسة: ”إذن، ما الذي يجب أن يفكر فيه المخططون العسكريون في الصين وهم يلاحظون أن شركاءهم الروس يكافحون بصعوبة من أجل تحقيق أي من أهدافهم المعلنة في أوكرانيا.. على المستوى العملياتي البحت، كان يجب أن يكون غزو أوكرانيا بمثابة نزهة لروسيا، على الأقل من منظور بكين، إذ تتمتع روسيا بقرب مادي وثيق من ضحيتها، بما في ذلك القدرة على إدخال القوات البرية بسهولة“.

واعتبرت المؤسسة أن استعداد الأوكرانيين العاديين للمخاطرة بحياتهم للدفاع عن ديمقراطيتهم بالإضافة إلى قدرة كييف على التحكم الكامل في بيئة المعلومات، يجب أن تكون أخبارا سيئة للصين في خططها لغزو تايوان.

وختمت المؤسسة تقريرها بالقول: ”الأمر الثاني هو أن الأوكرانيين، بطريقتهم الخاصة، قد زودوا الولايات المتحدة وكذلك البلدان في جميع أنحاء أوروبا والمحيط الهادئ بخريطة طريق من نوع ما لكيفية تعزيز مرونة تايوان، وهذا يعني تعزيز البنية التحتية الإلكترونية لتايوان، وتخصيص موارد إضافية للاكتشاف المبكر والمراقبة، والاستثمار في التدريب والمعدات المتخصصة المصممة لتمكين السكان المدنيين في تايوان من صد الغزو العسكري الصيني“.