العربيةأقر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي بزيادة التضخم وصعوبة القضاء السريع عليه في إيران ومجد في حكومة إبراهيم رئيسي التي لم تحقق أدنى نجاح في السيطرة على التضخم منذ استلامها السلطة التنفيذية في إيران قبل 7 أشهر.
وفي رسالته بمناسبة عيد النوروز لعام 1401 الهجري الشمسي الذي بدأ اليوم 21 مارس 2022، وصف المرشد الأعلى الإيراني "الفقر وارتفاع الأسعار والتضخم" بأنها "أصعب وأهم مرارة" واجهته البلاد العام الماضي، مضيفا: "إن إيجاد الحل السريع لهذه المشاكل ليس واقعيا".
المشاكل الاقتصادية
وفي إشارة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه إيران، قال خامنئي، "حسنًا، يجب معالجة (المشاكل الاقتصادية).. ونأمل أن يحل البعض منه هذا العام، لأن كل هذا لن يحل دفعة واحدة، بل سيتم حله تدريجيا".
وخاطب إبراهيم رئيسي، ملمحا بالقول: "إنه غير واقعي أن يتسرع الشخص ويقول، لا، سوف نحلها (المشاكل) بسرعة"، وكان الرئيس الإيراني قد قال، قبل أسبوعين إنه أصدر التعليمات للقضاء على "الفقر المطلق" في البلاد خلال أسبوعين.
وحسب موقع "مرصد إيران"، تحدث الرئيس الإيراني عن القضاء على الفقر المطلق خلال أسبوعين، في الوقت الذي تشير آخر الإحصائيات إلى ارتفاع عدد الذين تحت خط الفقر في البلاد إلى 60 مليون من أصل 85 مليون مجمل سكان البلاد.
المرشد يقر
وبهذه الرسالة بمناسبة نوروز، فقد أقر المرشد الأعلى الإيراني بارتفاع الأسعار والتضخم، ومجد في الوقت نفسه بحكومة إبراهيم رئيسي، رغم أنها لم تحقق أدنى نجاح في السيطرة على التضخم منذ استلامها الحكم، بل أدت سياساتها وإجراءاتها إلى زيادة التضخم والسيولة في البلاد.
وعلى الرغم من تضاعف صادرات إيران النفطية والقفز الكبير في أسعار النفط، فضلاً عن زيادة الصادرات غير النفطية بنسبة 42%، إلا أن معدل التضخم وفقا للإحصاءات الرسمية لعام 1400 الإيراني الذي انتهى يوم أمس، فقد وصل إلى أكثر من 41%، بينما كان هذا الرقم قبل عامين أي في العام 1399 الهجري الشمسي (من 21 مارس 2020)، نحو 34٪، كما بلغت تكلفة السلة المعيشة إلى أكثر من 12 مليون تومان، وارتفع متوسط سعر صرف الدولار لعام 1400 الإيراني (من 21 مارس 2021)، إلى نحو 26 ألف تومان، بنمو 13٪ مقارنة بالعام السابق.يذكر أن العقوبات المشددة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب منذ الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، فقد ألحقت أضرارا واسعة للاقتصاد الإيراني وأثر ذلك على الحياة المعيشية وعلى إثر ذلك رفعت السلطات سعر البنزين في نوفمبر 2019، وانفجر الشارع الإيراني بالمظاهرات الشعبية التي عمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها وقتل المئات وجرح الآلاف وزج بأعداد كبيرة من المحتجين في السجون، ومن ناحية أخرى ارتفع سعر الدولار بشكل ملحوظ حيث كان أثناء تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي كان سعر الدولار يراوح بين 3800 و4000 تومان واليوم يرواح بين 25000 و3000 تومان للدولار الواحد."حكومة رئيسي إحدى حلويات عيد نوروز"
وبالرغم من ذلك لم يخف المرشد الأعلى للنظام الإيراني دعمه المطلق إلى حكومة إبراهيم رئيسي وأغدق عليها مدحاً كثيراً ووابلاً من الثناء واصفاً إياها بالحكومة الشعبية، رغم أنها فازت بالانتخابات الرئاسية الأخيرة بأقل مشاركة شعبية في تاريخ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" منذ أربعة عقود ونيف، حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 48.8٪، وسُجل ثلاثة ملايين و700 ألف صوت باطلة، وهو يفوق أصوات المرشحين الآخرين مجتمعين، ويشكل أيضاً أعلى نسبة للأصوات الباطلة في تاريخ الانتخابات الرئاسية منذ ثورة 1979.
إلى ذلك قال المرشد الأعلى في جزء آخر من خطابه، أن إحدى "الحلويات" لعيد نوروز هذا العام، كانت الانتخابات الرئاسية التي وصفها بـ"المهمة والعظيمة"، وزعم أن "الناس أتوا وشاركوا" في الانتخابات، واختاروا "حكومة جديدىة ونشطة"، معتبراً حكومة إبراهيم رئيسي "حكومة شعبية" تتمتع بـ"مسار مختلف عن الحكومة السابقة"، زاعماً أنها "رفعت درجات الأمل في الناس".
ووصف المرشد الأعلى مكافحة كورونا بـ "حلاوة" أخرى للعام الإيراني الجديد، ليرمي باللوم بشكل غير مباشر على الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني، ولم يشر إلى قراره شخصياً بمنع استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية التي تسببت في زيادة عدد الوفيات في إيران.
ووفقا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية، فقد توفي حوالي 140 ألف شخص نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد -19، إلا أن الإحصائيات غير الرسمية تؤكد أن الأرقام هي في الواقع ثلاثة إلى أربعة أضعاف هذا الرقم.
"فشل الأميركيين في ممارسة أقصى الضغط"
وتطرق المرشد الأعلى للعقوبات الأميركية ورغم إقراره بالتضخم والغلاء ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى العقوبات، إلا أنه قال "جاء الأميركيون واعترفوا بعظمة لسانهم، قائلين إننا فشلنا فشلاً مذلاً في ممارسة أقصى الضغط على إيران، إن تعبير "مذل" هو تعبير الأميركيين أنفسهم".
جاء هذا الادعاء على لسان المرشد بينما لم يتحدث أي مسؤول أميركي عن فشل ضغط الحد الأقصى ولم يستخدم عبارة "الفشل المذل"، حسب ما تؤكده إذاعة فردا الأميركية الناطقة بالفارسية.