أفادت وكالة رويترز، الثلاثاء، بأن الخارجية اليابانية استدعت السفير الروسي لدى طوكيو، وذلك بعد إعلان موسكو الانسحاب من المحادثات مع اليابان بشأن جزر الكوريل" المتنازع عليها، بسبب الموقف الياباني من غزو أوكرانيا.
وأثار الانسحاب الروسي احتجاجاً يابانياً. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمام البرلمان في طوكيو إنّ "هذا الوضع هو نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا".
وأضاف أنّ "المحاولة (الروسية) لتحويل هذه القضية الى العلاقات اليابانية-الروسية غير مبرّرة على الإطلاق وغير مقبولة بتاتاً".
وكانت المحادثات الروسية اليابانية، تهدف إلى توقيع معاهدة سلام، بخصوص مجموعة من جزر الكوريل شمالي اليابان، وهي المحادثات المستمرة منذ الحرب العالمية الثانية. وأعاد الانسحاب الروسي، أزمة الجزر إلى الواجهة مرة أخرى، كما أظهر تعقد العلاقات بين البلدين.
ولطالما كانت العلاقات بين اليابان وروسيا معقدة، ولم يوقع البلدان على معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية بسبب خلاف حول أربع جزر صغيرة تكوّن أرخبيل الكوريل.
وسيطر الجيش السوفياتي على هذا الأرخبيل في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ولم تعده موسكو مذّاك إلى طوكيو.
وهذا الأرخبيل المأهول يقطنه حوالى 20 ألف نسمة وتطلق عليه طوكيو اسم "أراضي الشمال" وتعتبره "جزءاً لا يتجزّأ من اليابان".
وبحسب صحيفة "جابان تايمز" فإن موسكو أعلنت أيضاً إنهاء العمل بنظام التأشيرات المفتوحة لليابانيين الراغبين في زيارة الجزر وكذلك انسحابها من المحادثات بشأن النشاطات الاقتصادية هناك.
احتجاج ياباني
في موقف مفاجئ أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين، أنّ "الجانب الروسي لا ينوي في ظلّ الظروف الراهنة مواصلة المحادثات مع اليابان بشأن معاهدة السلام".
وبرّرت موسكو هذا الموقف بـ"استحالة مناقشة الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية مع دولة اتّخذت صراحة موقفاً غير ودّي وتسعى جاهدة لإلحاق الضرر بمصالح بلدنا".
وفي الأسابيع الأخيرة انضمّت اليابان إلى الدول الغربية في فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تشنّه منذ 24 فبراير.
وأمام البرلمان الياباني، قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي يتبني موقفاً أكثر تشدداً في مسألة الجزر، إنّ "هذا الوضع هو نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا".
وأكّد كيشيدا أنّ اليابان "تحتجّ بشدّة" على قرار موسكو، مجدّداً إدانة بلاده لما تقوم به روسيا في أوكرانيا من أعمال "تغيّر الوضع الراهن بالقوة وبصورة أحادية الجانب".
أرخبيل الكوريل
تدعى الجزر الأربعة إيتورفو وكوناشيري وشيكوتان وهابوماي، وهي جزء من أرخبيل جزر الكوريل الذي سيطر الجيش السوفيتي عليه في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
وتقول اليابان إن الاتحاد السوفيتي احتل الجزر بشكل غير شرعي بعد استسلامها في الحرب، في حين تزعم موسكو أن الخطوة كانت "شرعية".
وهذا الأرخبيل المأهول يقطنه حوالى 20 ألف نسمة وتطلق عليه طوكيو اسم "أراضي الشمال" وتعتبره "جزءاً لا يتجزّأ من اليابان"، فيما تسميها روسيا جزر الكوريل الجنوبية.
تقع الجزر جغرافياً في موقع وسيط بين اليابان وروسيا، إلى جنوب جزيرة هوكايدو اليابانية وإلى شمال شبه جزيرة كامشاتكا الروسية.
كما تفصل الجزر بحر أوخوتسك الذي يطل على سواحل الحدود الشرقية لروسيا عن المحيط الهادئ.
محادثات حديثة
شهدت المحادثات بشأن الجزر المتنازع عليها نشاطاً في السنوات الأخيرة إذ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي أكثر من 10 مرات في محاولة لحل النزاع.
وفي عام 2018 خلال لقاء بين آبي وبوتين أكدت الدولتان عزمهما المضي قدماً في محادثات السلام بناءً على الإعلان المشترك لعام 1956 والذي ينص على تسليم الجزيرتين الأصغر حجماً شيكوتان ومجموعة جزر هابوماي لليابان بعد إنهاء محادثات السلام.
لكن روسيا عدلت دستورها في يوليو 2020 بشكل يمنعها من تسليم أي أراضي تابعة لها لأي دولة أخرى.
وقالت "جابان تايمز" إن التطور الأخير يعني أن روسيا من غير المرجح أن تقوم بأي تسوية مع اليابان بخصوص الجزر المتنازع عليها.
موقف متشدد لكيشيدا
وفيما تجنبت اليابان تحت قيادة شينزو آبي، الإشارة للجزر الأربعة على أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي اليابانية، في محاولة لعدم عرقلة توقيع اتفاقية السلام فإن كيشيدا استخدم ذلك التعبير في حديثه أمام البرلمان في 7 مارس عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتخذ كيشيدا موقفاً يعطي الأولوية لعودة الجزر الأربعة في محادثات السلام مع روسيا لكن المفاوضات لم تحرز تقدماً يذكر.
غزو الجزر
بدأ الاتحاد السوفيتي في التفكير في احتلال الجزر عقب تخليه عن عملية الإنزال البري على جزيرة هوكايدو أثناء الحرب، وبحسب محللين فإن نجاح العملية العسكرية للجيش الأحمر في غزو جزيرة سخالين اليابانية الواقعة قبالة الساحل الشرقي لسيبيريا خلقت الحاجة أمام القوات السوفييتية لاحتلال الجزر.
بدأت العملية العسكرية في 18 أغسطس وانتهت في 1 سبتمبر 1945 حيث هاجمت القوات السوفييتية الجزيرة بعدة كتائب وفصائل متنوعة التسليح وفي 23 أغسطس أمر 20 ألف جندي ياباني على الجزر بالاستسلام كجزء من استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، لكن بعضهم تجاهل الأوامر وواصل القتال.
واستولت روسيا على مجموعة كبيرة من الجزر بينها سيبوتزو وتاراكاو شيما وأوري شيما، وسيستو.
وضع معقد
فيما يبدو وضع الجزر بسيطاً، إذ أنها جزر يابانية احتلها الاتحاد السوفيتي، إلا أن الوضع القانوني لتلك الجزر ملتبس، إذ أن اليابان وقعت في عام 1951 معاهدة سان فرانسيسكو والتي تم بموجبها إعادة تأسيس العلاقات رسمياً بين اليابان ودول الحلفاء.
وتنص المعاهدة على أن تتخلى اليابان عن كل حقوقها في جزر الكوريل ولكن المعاهدة لا تعترف أيضاً بالسيادة السوفيتية عليها.
وما يزيد الوضع التباساً هو الاختلاف على تحديد ما هي جزر الكوريل، إذ تجادل اليابان بأن بعض الجزر لا تنتمي لمنطقة الكوريل ومن ثم فهي غير مغطاة بالاتفاقية.
الإعلان الياباني السوفيتي
وقعت اليابان والاتحاد السوفيتي الإعلان الياباني السوفييتي في عام 1956 لإعادة تأسيس العلاقات بينهما وإنهاء حالة الحرب بينهما والتي كانت مستمرة "تقنياً" إذ أن البلدين لم توقعا اتفاق سلام مطلقاً.
وبحسب هذا الإعلان أراد الاتحاد السوفيتي إعادة الجزيرتين الأصغر حجماً (شيكوتان وهابوماي) لليابان في مقابل تنازل طوكيو عن كل مطالبها في الجزيرتين الأكبر حجماً لكن اليابان رفضت العرض.
وفيما رفضت اليابان العرض، وأصرت على أن الجزر لا تنتمي لمنطقة الكوريل، أصر الاتحاد السوفيتي على أن إعلان 1956 هو لحل النزاع بين البلدين، وأنه لا مطالب أخرى بأراضي ستتم مناقشتها.
"تسهيلات روسية"
ورغم أن موقف البلدين بشأن الجزر لم يتغير، منحت روسيا عدة تسهيلات لليابان إذ سمحت لليابانيين الراغبين في زيارة الجزر دخولها دون تأشيرات كما سمحت للصيادين اليابانيين بالصيد في المنطقة الروسية الاقتصادية.
لكن رئيس منطقة إقليم الكوريل الروسي دعا لإلغاء العمل بنظام التأشيرات المفتوحة في 2010 كما تعرض صيادون يابانيون لإطلاق نار في 2006 أثناء قيامهم بالصيد ما نتج عنه وفاة صياد واحد على الأقل.
وفي 2010 أعلن الرئيس الروسي حينها، ديمتري ميدفيديف، نيته زيارة الجزر معتبراً إياها "إقليماً هاماً من بلادنا" وهو ما أثار انتقاداً يابانياً.
وفي 2011 أمر ميدفيديف بإرسال أسلحة متقدمة للجزر لـ"ضمان أمن الجزر كجزء لا يتجزأ من روسيا" وفي فبراير من العام نفسه نشرت روسيا دفاعات جوية متقدمة على الجزر.
وفي ديسمبر 2021، نشرت روسيا منظومة للدفاع الصاروخي الساحلي، في جزر الكوريل وأعلن أسطول المحيط الهادئ في البحرية الروسية نشر منظومة "باستيون" في جزيرة ماتوا "النائية" بجزر الكوريل، للمرة الأولى.
وأضاف أن أطقم هذه المنظومة "ستراقب منطقة المياه والمضائق المجاورة على مدار 24 ساعة".
وأشار الأسطول إلى نقل معدات المنظومة الصاروخية وأفرادها وعتادها إلى الجزيرة، بواسطة سفن إنزال ضخمة تابعة له، مشدداً على تأمين كل الخدمات اللازمة والظروف المعيشية الملائمة لعمل هؤلاء الأفراد.
وأثار الانسحاب الروسي احتجاجاً يابانياً. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمام البرلمان في طوكيو إنّ "هذا الوضع هو نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا".
وأضاف أنّ "المحاولة (الروسية) لتحويل هذه القضية الى العلاقات اليابانية-الروسية غير مبرّرة على الإطلاق وغير مقبولة بتاتاً".
وكانت المحادثات الروسية اليابانية، تهدف إلى توقيع معاهدة سلام، بخصوص مجموعة من جزر الكوريل شمالي اليابان، وهي المحادثات المستمرة منذ الحرب العالمية الثانية. وأعاد الانسحاب الروسي، أزمة الجزر إلى الواجهة مرة أخرى، كما أظهر تعقد العلاقات بين البلدين.
ولطالما كانت العلاقات بين اليابان وروسيا معقدة، ولم يوقع البلدان على معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية بسبب خلاف حول أربع جزر صغيرة تكوّن أرخبيل الكوريل.
وسيطر الجيش السوفياتي على هذا الأرخبيل في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ولم تعده موسكو مذّاك إلى طوكيو.
وهذا الأرخبيل المأهول يقطنه حوالى 20 ألف نسمة وتطلق عليه طوكيو اسم "أراضي الشمال" وتعتبره "جزءاً لا يتجزّأ من اليابان".
وبحسب صحيفة "جابان تايمز" فإن موسكو أعلنت أيضاً إنهاء العمل بنظام التأشيرات المفتوحة لليابانيين الراغبين في زيارة الجزر وكذلك انسحابها من المحادثات بشأن النشاطات الاقتصادية هناك.
احتجاج ياباني
في موقف مفاجئ أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين، أنّ "الجانب الروسي لا ينوي في ظلّ الظروف الراهنة مواصلة المحادثات مع اليابان بشأن معاهدة السلام".
وبرّرت موسكو هذا الموقف بـ"استحالة مناقشة الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية مع دولة اتّخذت صراحة موقفاً غير ودّي وتسعى جاهدة لإلحاق الضرر بمصالح بلدنا".
وفي الأسابيع الأخيرة انضمّت اليابان إلى الدول الغربية في فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تشنّه منذ 24 فبراير.
وأمام البرلمان الياباني، قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي يتبني موقفاً أكثر تشدداً في مسألة الجزر، إنّ "هذا الوضع هو نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا".
وأكّد كيشيدا أنّ اليابان "تحتجّ بشدّة" على قرار موسكو، مجدّداً إدانة بلاده لما تقوم به روسيا في أوكرانيا من أعمال "تغيّر الوضع الراهن بالقوة وبصورة أحادية الجانب".
أرخبيل الكوريل
تدعى الجزر الأربعة إيتورفو وكوناشيري وشيكوتان وهابوماي، وهي جزء من أرخبيل جزر الكوريل الذي سيطر الجيش السوفيتي عليه في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
وتقول اليابان إن الاتحاد السوفيتي احتل الجزر بشكل غير شرعي بعد استسلامها في الحرب، في حين تزعم موسكو أن الخطوة كانت "شرعية".
وهذا الأرخبيل المأهول يقطنه حوالى 20 ألف نسمة وتطلق عليه طوكيو اسم "أراضي الشمال" وتعتبره "جزءاً لا يتجزّأ من اليابان"، فيما تسميها روسيا جزر الكوريل الجنوبية.
تقع الجزر جغرافياً في موقع وسيط بين اليابان وروسيا، إلى جنوب جزيرة هوكايدو اليابانية وإلى شمال شبه جزيرة كامشاتكا الروسية.
كما تفصل الجزر بحر أوخوتسك الذي يطل على سواحل الحدود الشرقية لروسيا عن المحيط الهادئ.
محادثات حديثة
شهدت المحادثات بشأن الجزر المتنازع عليها نشاطاً في السنوات الأخيرة إذ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي أكثر من 10 مرات في محاولة لحل النزاع.
وفي عام 2018 خلال لقاء بين آبي وبوتين أكدت الدولتان عزمهما المضي قدماً في محادثات السلام بناءً على الإعلان المشترك لعام 1956 والذي ينص على تسليم الجزيرتين الأصغر حجماً شيكوتان ومجموعة جزر هابوماي لليابان بعد إنهاء محادثات السلام.
لكن روسيا عدلت دستورها في يوليو 2020 بشكل يمنعها من تسليم أي أراضي تابعة لها لأي دولة أخرى.
وقالت "جابان تايمز" إن التطور الأخير يعني أن روسيا من غير المرجح أن تقوم بأي تسوية مع اليابان بخصوص الجزر المتنازع عليها.
موقف متشدد لكيشيدا
وفيما تجنبت اليابان تحت قيادة شينزو آبي، الإشارة للجزر الأربعة على أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي اليابانية، في محاولة لعدم عرقلة توقيع اتفاقية السلام فإن كيشيدا استخدم ذلك التعبير في حديثه أمام البرلمان في 7 مارس عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتخذ كيشيدا موقفاً يعطي الأولوية لعودة الجزر الأربعة في محادثات السلام مع روسيا لكن المفاوضات لم تحرز تقدماً يذكر.
غزو الجزر
بدأ الاتحاد السوفيتي في التفكير في احتلال الجزر عقب تخليه عن عملية الإنزال البري على جزيرة هوكايدو أثناء الحرب، وبحسب محللين فإن نجاح العملية العسكرية للجيش الأحمر في غزو جزيرة سخالين اليابانية الواقعة قبالة الساحل الشرقي لسيبيريا خلقت الحاجة أمام القوات السوفييتية لاحتلال الجزر.
بدأت العملية العسكرية في 18 أغسطس وانتهت في 1 سبتمبر 1945 حيث هاجمت القوات السوفييتية الجزيرة بعدة كتائب وفصائل متنوعة التسليح وفي 23 أغسطس أمر 20 ألف جندي ياباني على الجزر بالاستسلام كجزء من استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، لكن بعضهم تجاهل الأوامر وواصل القتال.
واستولت روسيا على مجموعة كبيرة من الجزر بينها سيبوتزو وتاراكاو شيما وأوري شيما، وسيستو.
وضع معقد
فيما يبدو وضع الجزر بسيطاً، إذ أنها جزر يابانية احتلها الاتحاد السوفيتي، إلا أن الوضع القانوني لتلك الجزر ملتبس، إذ أن اليابان وقعت في عام 1951 معاهدة سان فرانسيسكو والتي تم بموجبها إعادة تأسيس العلاقات رسمياً بين اليابان ودول الحلفاء.
وتنص المعاهدة على أن تتخلى اليابان عن كل حقوقها في جزر الكوريل ولكن المعاهدة لا تعترف أيضاً بالسيادة السوفيتية عليها.
وما يزيد الوضع التباساً هو الاختلاف على تحديد ما هي جزر الكوريل، إذ تجادل اليابان بأن بعض الجزر لا تنتمي لمنطقة الكوريل ومن ثم فهي غير مغطاة بالاتفاقية.
الإعلان الياباني السوفيتي
وقعت اليابان والاتحاد السوفيتي الإعلان الياباني السوفييتي في عام 1956 لإعادة تأسيس العلاقات بينهما وإنهاء حالة الحرب بينهما والتي كانت مستمرة "تقنياً" إذ أن البلدين لم توقعا اتفاق سلام مطلقاً.
وبحسب هذا الإعلان أراد الاتحاد السوفيتي إعادة الجزيرتين الأصغر حجماً (شيكوتان وهابوماي) لليابان في مقابل تنازل طوكيو عن كل مطالبها في الجزيرتين الأكبر حجماً لكن اليابان رفضت العرض.
وفيما رفضت اليابان العرض، وأصرت على أن الجزر لا تنتمي لمنطقة الكوريل، أصر الاتحاد السوفيتي على أن إعلان 1956 هو لحل النزاع بين البلدين، وأنه لا مطالب أخرى بأراضي ستتم مناقشتها.
"تسهيلات روسية"
ورغم أن موقف البلدين بشأن الجزر لم يتغير، منحت روسيا عدة تسهيلات لليابان إذ سمحت لليابانيين الراغبين في زيارة الجزر دخولها دون تأشيرات كما سمحت للصيادين اليابانيين بالصيد في المنطقة الروسية الاقتصادية.
لكن رئيس منطقة إقليم الكوريل الروسي دعا لإلغاء العمل بنظام التأشيرات المفتوحة في 2010 كما تعرض صيادون يابانيون لإطلاق نار في 2006 أثناء قيامهم بالصيد ما نتج عنه وفاة صياد واحد على الأقل.
وفي 2010 أعلن الرئيس الروسي حينها، ديمتري ميدفيديف، نيته زيارة الجزر معتبراً إياها "إقليماً هاماً من بلادنا" وهو ما أثار انتقاداً يابانياً.
وفي 2011 أمر ميدفيديف بإرسال أسلحة متقدمة للجزر لـ"ضمان أمن الجزر كجزء لا يتجزأ من روسيا" وفي فبراير من العام نفسه نشرت روسيا دفاعات جوية متقدمة على الجزر.
وفي ديسمبر 2021، نشرت روسيا منظومة للدفاع الصاروخي الساحلي، في جزر الكوريل وأعلن أسطول المحيط الهادئ في البحرية الروسية نشر منظومة "باستيون" في جزيرة ماتوا "النائية" بجزر الكوريل، للمرة الأولى.
وأضاف أن أطقم هذه المنظومة "ستراقب منطقة المياه والمضائق المجاورة على مدار 24 ساعة".
وأشار الأسطول إلى نقل معدات المنظومة الصاروخية وأفرادها وعتادها إلى الجزيرة، بواسطة سفن إنزال ضخمة تابعة له، مشدداً على تأمين كل الخدمات اللازمة والظروف المعيشية الملائمة لعمل هؤلاء الأفراد.