في خضم الحرب الكلامية المتصاعدة بين البلدين، على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات لاذعة إلى واشنطن.واعتبر أن الإدارة الأميركية التي تنظّر من أجل نشر الديمقراطية في العالم، تنتهج مع الدول الأخرى نهجا ديكتاتوريا، محاولة فرض قيمها وثقافتها، مضيفا أنها "أعطت الضوء الأخضر لدول البلقان من أجل مناوئة موسكو".كما انتقد بقوة السياسة الغربية الأوروبية ضد بلاده، وقال في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن المشاعر المعادية لروسيا موجودة في دول الغرب منذ سنوات طويلة. وأضاف أن هناك ضغوطا على بلاده بهدف عزلها وسلب استقلالها، لكنه شدد على أن لموسكو أصدقاء كثر حول العالم."ذرائع العقوبات"ورأى أن هناك نزعة مناوئة لكل ما هو روسي في الدول الأوروبية.إلى ذلك، أكد أن بلاده معتادة على مواجهة العقوبات، وإن كانت تلك الموجة غير مسبوقة في تاريخ الدول والأمم المتحدة حتى، وفق تعبيره.وقال إن الغرب اعتاد فرض عقوبات على موسكو بذرائع مختلفة، مضيفاً أن بلاده تعرضت لاتهامات باطلة لسنوات طويلة.كذلك، اعتبر أن الغرب يشعر بالخزي لأن خططه بتحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا، فشلت، لذلك فرض العقوبات، وفق تحليله.أما في ما يتعلق بالعلاقات مع الصين، فأكد أنها في أقوى مستوياتها على الإطلاق.تقاطر العقوباتيشار إلى أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية بـ24 فبرار الماضي على الأراضي الأوكرانية، وتقاطر العقوبات على الروس، كرر لافروف التأكيد أن بلاده معتادة على العقوبات. كما اتهم الدول الغربية بالانحياز والعداء لبلاده.هذا وأعلن الوزير الذي ضم إلى لائحة العقوبات الأميركية، سابقا أن موسكو لم تعد ترى في الغرب شريكاً موثوقاً، إلا أنه أكد في الوقت عينه أنها لم تغلق الباب أمام الدول الغربية، التي استنفرت في صف واحد بوجه روسيا منذ فبراير الماضي.وكانت موسكو كررت أكثر من مرة أنها لن تقبل بأي تهديد على حدودها الغربية، متمسكة بشرعية مطالبها الكامنة في جعل الجارة الغربية بلدا محايدا، بما يطمئن المخاوف الروسية، ومدافعة عن العملية العسكرية التي أطلقتها على أراضي اوكرانيا.كما طالبت أكثر من مرة أيضا بوقف المساعي الأوكرانية للانضمام إلى حلف الناتو، أو توسع الأخير في الدول الأوروبية الشرقية، ما يمثل خطاً أحمر بالنسبة لها.إلا أن الغرب رفض تلك المطالب، مشددا على حرية أي دولة بالانضمام إلى تحالفات دولية.لكن النزاع الروسي الأوكراني يعود أيضا إلى أبعد من ذلك، فعام 2014 ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، ما أشعل توترا بين الطرفين، وجر عقوبات بالآلاف أيضا على الروس، شملت العديد من القطاعات.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90