تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ34، الثلاثاء، فيما يواصل الجيش الروسي استهداف المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية، فيما انطلقت جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة تركية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بتدمير قاعدة أوكرانية رئيسية للتزود بالوقود في منطقة ريفن، مؤكدة تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية و3 مسيرات خلال يوم واحد، ومشيرة إلى مقتل نحو 600 من المرتزقة الأجانب في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين. وحذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن هناك تهديدا حقيقيا للملاحة المدنية في البحر الأسود بسبب الألغام البحرية.
وأشار حاكم ميكولايف الأوكرانية إلى قصف روسي استهدف المقر الإداري للمدينة، وسقوط قتيلين على الأقلّ في الضربة الروسية، فيما قالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إن كييف تسعى لفتح 3 ممرات إنسانية اليوم.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية في مواقعها وتحاول إعادة تنظيم صفوفها، فيما نجحت الهجمات الأوكرانية بدفع القوات الروسية إلى التراجع في بعض المواقع، مؤكدة أن مركز مدينة ماريوبول لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن الضربات الجوية الروسية تشكل خطرا على العاصمة الأوكرانية كييف، من خلال قدرتها على القصف على الرغم من أن القوات الأوكرانية تواصل الهجمات المضادة في شمال غرب المدينة.
وشهدت مدينة ماريوبول الساحلية مواجهات عنيفة بين الجيشين الروسي والأوكراني، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة على المدينة قبل ساعات فقط من انطلاق جولة مفاوضات جديدة.
من جهته، أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة في مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية في ضواحي كييف، وإسقاط طائرتين ومروحية.
كييف، من جهتها، أكدت أن لديها "أدلّة" على أن القوات الروسية استخدمت في اثنتين من مناطق جنوب أوكرانيا ذخائر عنقودية، وهي الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.
وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت في قصف كييف، قالت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا خلال مؤتمر صحافي "ليس لديّ أدلّة ملموسة" على أن هذه الأسلحة استخدمت في العاصمة، مشيرة إلى أن الجهات المعنية تواصل إجراء "تحقيقات" بهذا الشأن.
وأضافت "لكن لدينا أدلّة على استخدام قنابل عنقودية في منطقة أوديسا وفي منطقة خيرسون".
وأوديسا مدينة ساحلية تقع على البحر الأسود وتضمّ مرفأ مهماً تحاول القوات الروسية السيطرة عليه، أما مدينة خيرسون فقد استولت عليها القوات الروسية.
وتؤكّد منظّمات غير حكومية دولية، مثل "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، أنّها جمعت أدلّة على استخدام ذخائر عنقودية في مناطق مأهولة بالمدنيين في أوكرانيا.
ويمكن لهذه الذخائر أن تحتوي الواحدة منها على عشرات القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة من دون أن تنفجر جميعها في الحال، مما يحوّل تلك غير المنفجرة إلى ما يشبه ألغاما مضادة للأفراد. وتنفجر هذه القنابل الصغيرة عند أدنى اتصال بها، وأحياناً بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب، ويخلّف انفجارها قتلى وجرحى.
وميدانياً، وسعت القوات الروسية هجومها على مدينة ماريوبول، التي تشهد طوال الأسبوع الأخير مواجهات ضارية تحولت إلى قتال شوارع، بعدما نجح المهاجمون في تحقيق تقدم واسع في عدد من الأحياء. ونقلت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو قالت إنها تظهر "عمليات تمشيط واسعة تجري في وسط المدينة لملاحقة كتائب القوميين الأوكرانيين والقضاء عليهم".
ورجح مسؤولون في دونيتسك إحكام السيطرة على ماريوبول قريبا، وقال رئيس الإقليم الانفصالي دينيس بوشلين إن "القتال قد انتقل بالفعل من الضواحي إلى وسط المدينة".
ويشارك في القتال إلى جانب الجيش الروسي وقوات إقليم دونيتسك آلاف المقاتلين الشيشان الذين تم نقلهم من محيط العاصمة كييف إلى مناطق الجنوب. وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أنه "موجود في ماريوبول" مع المقاتلين الذين يقودهم.
على صعيد آخر، أعلنت الهيئة الروسية لحماية حقوق المستهلكين أنها تراقب مستوى الإشعاع في الاتحاد الروسي بعد تزايد المخاوف من وقوع تسرب إشعاعي خطر بسبب اندلاع الحرائق في المنطقة المحظورة في محيط محطة تشيرنوبل للطاقة النووية.
وأكد بيان أصدرته الهيئة أن الوضع الإشعاعي في روسيا مستقر. وكانت كييف حذرت من اندلاع حرائق واسعة في محيط المحطة التي أحكمت موسكو السيطرة عليها في الأسبوع الأول من الحرب. ورغم تراجع مستوى الحرائق عدة أيام، تم الإعلان منذ يومين عن اندلاع حريق ضخم جديد في الغابات المحيطة بالمنطقة.
وأفادت أمينة المظالم الأوكرانية ليودميلا دينيسوفا بأن أكثر من 10 هكتارات من الغابات اشتعلت فيها النيران في منطقة تشيرنوبل المحظورة بسبب العمليات العسكرية. وحذرت من ارتفاع مستويات التلوث الإشعاعي نتيجة انتشار الحرائق.